يخوض حزب جبهة التحرير الوطني المعترك السياسي اليوم وحظوظه في البقاء كأول قوة سياسية في البلاد كاملة، بعد أن لاقت بضاعته السياسية التي طرحها طيلة أيام الحملة الانتخابية رواجا كبيرا في الأوساط الشعبية، معتمدا في ذلك على الخزّان النخبوي الذي يملكه، والبرنامج الذي سطره استكمالا لمسار البناء الذي باشره، حيث يرى المكلف بالإعلام بالحزب قاسة عيسي أن حظوظ الأفلان في تشريعيات اليوم جيدة، غير أنه فضل ترك الكلمة الأخيرة للشعب وحده. ترك السير الحسن لحملة الأفلان الانتخابية انطباعا لدى عامة الشعب الجزائري بأن الحزب العتيد يملك من النضج السياسي ما تحتاج العديد من الأحزاب السياسية الأخرى وخاصة الجديدة منها سنوات لبلوغه، حيث يجد المتتبع أن حزب جبهة التحرير الوطني اعتمد في خطابه المزج بين رصيده التاريخي وبرنامجه المستقبلي، تحت عنوان »الأفلان تاريخ له مستقبل«. ويوحي التجاوب الشعبي الذي ميز تجمعات الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم في أكثر من 90 تجمعا طيلة مدة الحملة الانتخابية، أن وعاء الأفلان لم يتزعزع، ولم تضره الهزات التي تعرض لها الحزب من فترة لأخرى، وهو ما يثبت أن الأحزاب الأخرى التي تنازعه في مرجعيته النوفمبرية فشلت في استعطاف المواطن وجره إلى صفوفها رغم الوعود التي لطالما رددتها. واستنادا إلى ما قاله قاسة عيسي في اتصال هاتفي معه فإن خطاب الطبقة السياسية في الحملة الانتخابية كان عموميا وخاليا من أي رؤى سياسية أو برامج واضحة سوى بعض الكلمات الرنانة والخطابات الجوفاء التي تردد هنا وهناك، معتمدة في ذلك على هالة إعلامية تحت أضواء الكاميرات، بعيدة كل البعد عن هموم المواطن وانشغالاته. ويضيف عضو المكتب السياسي للحزب أن الشعب سيختار جبهة التحرير الوطني باعتبارها قوة الإتزان والاستقرار، وهي الضامنة للمسار التنموي واستكمال المسار الديمقراطي، ويقول قاسة عيسي إن مضمون خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس بسطيف، يشدد على ضرورة تسليم المشعل للشباب، وهو ما يحيلنا إلى السياسة التي انتهجها الأفلان في السنوات الأخيرة، على حد قوله، مشيرا إلى أن الأفلان أعطى 26 بالمائة من قوائم المترشحين للانتخابات التشريعية التي تجرى اليوم للشباب. وخلال الجولة التي قادته إلى 45 ولاية لم يفوت الأمين العام فرصة ليوجه نصحه إلى المواطنين، وظل يدعوهم إلى التفريق بين الغث من وعود العديد من الأحزاب السياسية وبين السمين منها، مشددا على أن الأفلان اعتمد في خطابه على أسس واقعية بعيدا عن الوعود الكاذبة التي جعلت البعض منهم يدعي قدرته على القضاء على الفقر في ظرف سنة، متناسيا أن الفقر سنة من سنن الله في كونه، على حد تعبير الأمين العام عبد العزيز بلخادم.