أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم خلال إشرافه أمس على المؤتمر الجهوي للأفلان بولاية الأغواط على ضرورة تشبيب الحزب وغرس الفكر الجبهوي لدى الناشئة من مناضلي الأفلان وتغذيتهم فكريا وسياسيا بمرجعيات الحزب، مشيرا إلى أن المؤتمر التاسع سيؤسس لمرحلة هامة في تاريخ الحزب الذي سيعمل على تنفيذ برنامجه الذي يتماشى مع السياسة التنموية للجزائر. أشرف عبد العزيز بلخادم أمس بولاية الأغواط على المؤتمر الجهوي للأفلان الذي ضم مندوبي كل من ولاية الأغواط، الجلفة، غرداية، الوادي، ورقلة، البيض وأدرار تحضيرا للمؤتمر التاسع للحزب الذي سينعقد هذا الخميس بالجزائر العاصمة، حيث أوضح الأمين العام في كلمته التوجيهية التي ألقاها بالمناسبة أن مؤتمر الأفلان سيؤسس لمرحلة جديدة تكون مواكبة لتطورات الساحة السياسية ومسار التنمية الذي شرع فيه رئيس الجمهورية، مضيفا بأن الأفلان كان سباقا لطرح جملة من المشاريع ذات الاهتمام الواسع. بلخادم وأمام مندوبي الولايات السبع، قال إنه من الضروري إقحام عنصر الشباب والنساء في صفوف الحزب من أجل تشبيبه وعدم تفويت فرصة الاستفادة من جيل الثورة الذي أشار بشأنه بأنه في اندثار، مجددا دعوته لهاتين الفئتين إلى التحلي بروح المسؤولية وحمل رسالة الشهداء والتغذي بروح الوطنية ومبادئ ومرجعيات الأفلان التي استمدها من ثورة التحرير وبيان أول نوفمبر الذي يعد شهادة ميلاد حزب جبهة التحرير الوطني. وشدد بلخادم على ضرورة الحفاظ على الثقة التي منحها إياه الشعب، باعتبار أن حزب جبهة التحرير الوطني يستمد قوته من ثقة الجماهير ودعمها له، وأضاف قائلا إن الأفلان قاد عدة مراحل بدءا من تحرير الوطن إلى التعمير والبناء، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي حاولت أطراف إبعاد الأفلان من الساحة السياسية تحملت الجزائر كوارث كبرى نتيجة لغياب حزب جبهة التحرير الوطني كقوة سياسية البلاد. وفي ذات السياق، أشار بلخادم بالأغواط إلى أن برنامج الأفلان متميز عن برامج باقي الأحزاب، وذلك بالنظر إلى الخزان البشري والإطارات المتمكنة التي يتوفر عليها الأفلان والتي تعد رأسمال الحزب، مؤكدا ضرورة استغلال هذه الطاقة لخدمة الجزائر والنهوض بها وجعلها في مصاف الدول المتقدمة، داعيا إطارات ومناضلي الحزب إلى التقرب أكثر من المواطنين والاهتمام بانشغالاتهم وذلك وفاء للثقة التي وضعتها الجماهير في الحزب في سنوات 1999، 2002، 2004، 2007 و2009، مشددا على أن قوة الحزب تكمن في امتداده الجماهيري وتجذره في الأوساط الشعبية. وبخصوص المؤتمر التاسع الذي تفصلنا عنه 3 أيام، شدد بلخادم على أنه محطة هامة في تاريخ حزب جبهة التحرير الوطني، مشيرا إلى أنه سيؤسس لمرحلة جديدة وذلك من خلال البرنامج الذي أعده للسنوات الخمس المقبلة، حيث أكد أن المؤتمر التاسع سيفرز قيادة تكون قادرة على تنفيذ وإنجاز هذا البرنامج الذي تماشى واحتياجات ومتطلبات الساعة ويكون في مستوى الرهانات التي تشهدها الجزائر في كل مرة. وفيما يتعلق بلائحة مرجعية أول نوفمبر، قال بلخادم أن إعادة النظر في المرجعية ليس من باب الاستفزاز أو الترف الفكري، مؤكدا أن الهدف منه هو الحفاظ على ما يمتلكه ولا يجب الاستغناء عنه، كما أضاف قائلا »إن جبهة التحرير الوطني لا تحتكر الوطنية ومقومات الثورة، لكن لا يكمن لها الاستغناء عما هو إرث لها«. وفي دعوته إلى استقدام الشباب والعنصر النسوي إلى الأفلان، قال بلخادم إن جيل نوفمبر في اندثار والآن فيه أجيال أخرى تدخل الحزب ويجب أن تتغذى فكريا وسياسيا بمرجعيات الأفلان كما أنه من الضروري أن يستمر الفكر الجبهوي دون أن يكون هناك صراع أجيال، حيث أكد أن من مهام المؤتمر التاسع هو إفراز قيادة للحزب تقود المرحلة المقبلة وإنجاز البرنامج في السنوات الخمس المقبلة. ودعا بلخادم مناضلي الحزب إلى الحرص والحفاظ على المنطلقات والثوابت التي يتمتع بها الحزب وغرسها في أذهان المناضلين الناشئين والملتحقين بالحزب خاصة فئتي الشباب والنساء، حيث أكد على أن الأفلان مقبل على محطة جديدة تتمثل في المؤتمر التاسع وكيفية التحضير له، وتطرق بلخادم إلى الحديث عن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التي تم تنصيبها شهر جوان 2009 والنقاش الذي شهدته مختلف اللجان الفرعية والقواعد النضالية لعدد من المشاريع والنصوص إضافة إلى مساهمات المناضلين الفردية، والتي تدخل في صميم التحضير الجيد للمؤتمر الذي سيعقد نهاية الأسبوع الجاري. واعتبر بلخادم النقاش الجدي الذي ساهمت فيه إطارات وقواعد الحزب يأتي لمواكبة مستجدات الساحة الوطنية، مضيفا بأنه حان الوقت ل»نفض الغبار« على بعض الوثائق التي هي رصيد يعتز به الأفلان مع أخذ ما يجب أن ينفتح عليه الحزب من أفكار في إطار التعددية. ومن جهة أخرى، أكد بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني يعرف إقبالا كبيرا من طرف المناضلين ومحبي الحزب عكس بقية الأحزاب التي تشهد انقسامات، مشددا على أنه لا أحد لديه فضل على الأفلان وأن الجبهة هي من لها الفضل، كما أضافا قائلا بأن الجبهة هي التي تضمن استقرار البلاد »ومن يكذبنا يرجع إلى الأمس القريب«. وفي ذات السياق، أوضح الأمين العام أن حزب جبهة التحرير الوطني لديه تصور عن تطور مؤسسات الدولة، حيث أن الأفلان كان أول من طالب بتعديل الدستور وإعادة النظر في قانون البلدية والولاية وقانون الانتخابات، إضافة إلى تفعيل أدوات الرقابة، مؤكدا أنه تم وضع هذه المحاور محل اهتمام الحزب في السنوات الخمس المقبلة.