وجه ضحايا الأحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة بريان أصابع الاتهام إلى "أطراف" تحرك من الخارج بإثارة فتنة في المنطقة بين المالكيين والإباضيين من خلال مناشير وبيانات تحريضية تنشر عبر مواقع على شبكة الانترنيت، وقد عبر الضحايا في اللقاء الذي جمعهم بأعضاء الوفد البرلماني عن تنديدهم بمثل هذه الممارسات، ومن المنتظر أن يرفع الوفد تقريره إلى عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني قريبا. حسب مصدر مقرب من الوفد البرلماني الذي تنقل إلى منطقة بريان في مهمة معاينة وتقصي للحقائق حول أحداث العنف الأخيرة التي عرفتها منطقة بريان وأفضت إلى سقوط ضحيتين، فإن الاتهامات تحوم حول أطراف تحركها جهات أجنبية من أجل زرع الفتنة بين الأهالي، حيث عبر ضحايا أحداث العنف خلال اللقاء الذي جمعهم مساء الأحد بالوفد البرلماني عن شكوكهم في وجود مخطط لإثارة فتنة مذهبية بين المالكيين والاباضيين. وأضاف المصدر الآنف الذكر أن عددا من المواطنين الذين استمعت لهم اللجنة البرلمانية تحدثوا عن مناشير وبيانات نشرت في بعض المواقع الالكترونية مجهولة المصدر وتحمل أفكارا مستوردة وغريبة عن المجتمع الجزائري، ولم يخف المواطنون استنكارهم لهذه البيانات وما تحمله من أفكار والتي تكون من وجهة نظرهم أحد أهم الأسباب وراء اندلاع أحداث العنف في بريان، ورجح المصدر نفسه أن يكون الملثمون الذين أحرقوا منازل المواطنين مجرد أداة لتنفيذ مخطط الفتنة لصالح أطراف أجنبية. وحسب المصدر نفسه فإن مواطني بريان لم يخفوا استنكارهم للدور الذي لعبته بعض الصحف والتي تكون من وجهة نظرهم قد ساهمت في تأجيج نار الفتنة بين الطائفتين من خلال نشر أخبار تفتقد للصحة ولم يحملوا نفسهم عناء التدقيق حول صحتها ومصداقية المصادر التي تروج لها قبل نشرها، على غرار ما تم تداوله حول حرق مساجد واغتصاب نساء مما أجج نار الفتنة وحرك الرغبة في الانتقام رغم أن تلك الأنباء لم تكن صحيحة لكن التهويل الإعلامي أضفى عليها نوعا من المصداقية، مشيرا إلى أن تحقيقات مصالح الأمن التي ألقت القبض على عدد من هؤلاء الملثمين ستصل إلى تحديد الأطراف التي تقف وراء مخطط الفتنة في بريان. ويؤكد المصدر نفسه أن التقرير الذي سيرفعه الوفد البرلماني إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري خلال الأيام القليلة المقبلة حول حصيلة مهمة المعاينة وتقصي الحقائق سيشير صراحة إلى هذه الحقائق التي عبر عنها المواطنون واتهاماتهم لأطراف أجنبية تروج لأفكار مستوردة عبر مواقع الكترونية، كما سيشير التقرير إلى تكفل السلطات المحلية بجميع الضحايا والمتضررين من أحداث العنف. وقد كان للوفد البرلماني الذي أنهى أمس مهمته لقاءات مع السلطات المحلية والمنتخبين المحليين وكذا الضحايا وممثلي المجتمع المدني إلى جانب أعيان ووجهاء المنطقة للاستماع إلى قراءاتهم لما حدث وانشغالاتهم، إلى جانب معاينة الوضع، ويؤكد المصدر الآنف الذكر عودة الهدوء والأمن إلى المنطقة واستعادة الحركية الاقتصادية، إلى جانب عودة التلاميذ إلى المدارس والذين سيتوجهون غدا إلى المدارس لاجتياز امتحان السادسة ابتدائي.