اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، المعارضين الذين لا يزالون يُروّجون لما يسمى ب »لائحة سحب الثقة« بأنهم يسعون إلى ترك الانطباع بأن »حزبنا في أزمة«، ولم يختلف رده عليهم من حيث الحدة عما كان في آخر دورة لللجنة المركزية، حيث قال مخاطبا إياهم: »نحن لسنا في أزمة ونرفض الفوضى والشغب «. استفسر المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية لجبهة التحرير الوطني خلال جلسة نقاش، مساء الاثنين، أعقبت سلسلة من المحاضرات ذات صلة بإنجازات الجزائر في خمسيينة الاستقلال، المسؤول الأول في الحزب حول الكثير من القضايا النظامية، وكان أغلب المتدخّلين من المناضلين الشباب المنتمين إلى بعض التنظيمات الطلابية والشبانية المحسوبة للحزب، فجاءت ردود الأمين العام صريحة ومباشرة في أكثر من قضية. وبموجب ذلك أكد عبد العزيز بلخادم بأن الأفلان »حزب كبير« ومن الطبيعي أن يكون مستهدفا ليس فقط من خارج الحزب ولكن أيضا من بعض مناضليه الذي لم يجدوا مكانا لهم، وقد استنكر بالمناسبة لجوء المعارضين لسياسته في تسيير شؤون الحزب العتيد إلى »الفوضى والشغب«، وبالمقابل تحدّى هؤلاء بأن »يأتوا بأفكارهم لنناقشها في إطار الهياكل«، وتابع: »إن الذين يتحدّثون عن سحب الثقة من الأمين العام يريدون ترك الانطباع بأن جبهة التحرير الوطني في أزمة«. وشدّد في سياق حديثه حول هذه المسألة بالذات على أن »حزبنا ليس في أزمة، نحن لا نرفض الرأي المخالف لكننا نرفض الفوضى والشغب وما هو غير مؤسّس«، قبل أن يشير في حديثه إلى المشاركين في الجامعة الصيفية لافتا اهتمامهم إلى ضرورة أن »تدركوا بأن جبهة التحرير الوطني مدرسة. وحتى من يكرهها فإنه يهتم بما نفعله في حزبنا ولذلك علينا أن نسمو فوق أنانياتنا لأن الناس ترى فينا حزبا وليس أشخاصا..«. وألمح بلخادم الذي تحدّث بإسهاب وحرص كثيرا على حضور كل المحاضرات وما تبعها من نقاش، إلى أنه ليس من النوع الذي يخشى مواجهة خصومه ومعارضيه عندما يتعلق الأمر بحوار الأفكار »ليس هناك موضوع ممنوع في حزببنا والدليل على ذلك ما أدرجناه من مواضيع في الجامعة الصيفية التي نحن بصدد تنظيمها رغبة منا في مناقشة كل ما يهم الجزائر بلدا وشعبا«، ثم استطرد في ذات الاتجاه: »نحن لا نخاف من نقاش الأفكار لأنها تُثري ترسانتنا«. كما رفض الأمين العام للأفلان تعليقا ورد في موقف سائل بأن الحزب العتيد لم يول التنظيمات الطلابية والشبابية اهتماما مثلما كان الأمر في العهد الذي سبق التعددية في الجزائر، حيث استدلّ في معرض إجابته على وجود عضوين للمكتب السياسي أحدهما مكلف بأمانة الشباب والطلبة وآخر بالعلاقات مع التنظيمات، معلنا أن الذين اعترضوا على قوائم الحزب في التشريعيات الأخيرة من بعض إطارات الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية »ينطبق عليهم نفس ما انطبق على بعض القيادات في الحزب«. وقد أحال عبد العزيز بلخادم المتسائلين بهذا الشأن إلى نصّ المادة 27 من القانون الأساسي للحزب، وكان يعني بذلك إقصاء كل من ترشح في قوائم أحزاب أخرى، مشيرا إلى أن المشكلة »ليس في كونهم مشوا في أحزاب أخرى« ولكن »هناك من رشحناهم في القوائم ومشوا ضدّ حزبنا وقد ربحوا رغم أنفهم..«، وكان يقصد هنا الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين الذي فاز ضمن قائمة الأفلان بولاية سطيف، ليُضيف إلى ذلك: »هذا الواقع بركات على جبهة التحرير الوطني«. ودافع من جانب آخر عن خيارات القيادة المتعلقة بحصر المشاركة في أشغال هذه الجامعة الصيفية على أعضاء اللجنة المركزية ونواب الحزب في غرفتي البرلمان، مبرّرا الأمر بالقول: »لا تنسوا بأننا أمام دخول برلماني ونحن على أبواب انتخابات محلية وبالتالي فإن هذه فرصة لمواصلة التكوين«، داعيا مسؤولي الحزب محليا إلى »عدم انتظار الأوامر الفوقية من أجل إطلاق مبادرات من شانها تقوية الأفلان«، وختم بالتعليق على أن جبهة التحرير الوطني مطالبة بمعرفة كل الدقائق حول إنجازات ومآخذ خمسينية الاستقلال لأن »مراقبة العمل الحكومي تقتضي معرفة كل المعطيات«.