اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس غياب بعض وزراء الافلان ونوابه وأعضائه بمجلس الأمة عن الجامعة الصيفية التي اختتمت البارحة بمستغانم أمر عاديا، لأن حضور هذا الموعد السياسي عمل تطوعي وليس أمرا نظاميا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عملية تجديد هياكل الحزب العتيد ستكتمل قبل نهاية العام الجاري. وأوضح بلخادم خلال كلمة له في ختام الجامعية الصيفية للافلان وكذا لدى إجابته على أسئلة رجال الإعلام خلال ندوة صحفية نشطها منتصف يوم أمس الجمعة أن ''الجامعة الصيفية للمناضلين وليست للوزراء أو النواب''، وأن '' الحضور طوعي وليس عملا نظاميا إلزاميا'' يتوجب على الجميع القيام به، لأن الجامعة الصيفية هي موعد لتكوين مناضلي الحزب وللتعارف بينهم، واحتكاكهم ببعضهم البعض. وحرص بلخادم في كلامه على الرد على من انتقدوا غياب كثير من الوزراء عن الجامعة الصيفية، مبيّنا أن الحضور يبقى اختياريا وليس إجباريا، وأضاف أن هذا اللقاء قد عرف حضور خمسة وزراء، أما الغائبون فلكل واحد منهم ظروف شخصية ليست مجالا للنشرفي الصحافة على حد ماجاء على لسان الرجل الاول في الحزب العتيد، الذي بيّن أن وزيرين من الغائبين عن جامعة هذا الصيف تخلفا بسبب المرض، وآخرين اثنين يوجدان خارج الوطن، في حين أن البقية هم في عطلة تدوم 15 يوم فقط، أما غياب رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري فكان بسبب إجرائه عملية جراحية على عينه، وكل هذه الأخبار ليست للنشر- حسب بلخادم - الا إنه عمد على توضيحها لأسرة الاعلام. وتحدى الأمين العام للأفلان الذين تحدثوا عن هذا الغياب ان يستطيعوا جمع ربع عدد المشاركين في الجامعة الصيفية والذي بلغ 2200 مشارك، حيث قال ''اجمعوا ربع هذا العدد ثم انتقدوا''، مضيفا بالقول وهو يخاطب مناضليه ''الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجر، فابقوا مثمرين يستفيد الكل منكم''، كما ذكر بلخادم أن ''الأفلان الكبير بمناضليه'' أراد البعض أن يضعه في المتحف لكنه هو الذي استطاع ان يحيل الكثيرين الى المتحف. وقصد تسريع عملية تجديد الهياكل، طالب بلخادم المناضلين المحليين بالتجند لاستكمال انتخاب أعضاء القسمات، طالبا من المكلفين بذلك ان يعملوا على إلصاق قائمة المترشحين لعملية الانتخاب وإعلام الجميع بموعد الانتخاب، وذلك بهدف الانتهاء من عملية تجديد هياكل القسمات قبل نهاية اكتوبر المقبل، للتفرغ بعدها في شهري نوفمبر وديسمبر لعملية انتخاب أمناء المحافظات وأعضائها، والشروع مع مطلع العام المقبل لعملية تقييم المنتخبين لاختيار المترشحين للاستحقاقات القادمة، ملحا على الجميع الحرص على حضور الجمعيات العامة. وفي رده على سؤال متعلق ببعض التشنجات التي تعرفها عملية تجديد هياكل الحزب، قال بلخادم إن ذلك الذي ترونه أمرا سلبيا نراه نحن إيجابيا، مضيفا ''نحن لا نتعارك من أجل الخروج من الحزب، بل من أجل الدخول''، و''الخوف إذا كان المناضلون يتعاركون من أجل الخروج''، ومعتبرا أن هذا السلوك الحزبي ليس بعيب، ما دام أن الاحتكام للقانون هو من يفصل في ذلك. وبخصوص ترشيح أرباب العمل ورجال الأعمال في قوائم الافلان ، بيّن بلخادم أن الترشيح يتم من منطلق أنهم مناضلون وليس بسبب إمكاناتهم المالية، مضيفا أن ما يهم الحزب هو ترشيح من ترضى عنه القاعدة، ومن يكسب الجبهة مقعدا اذا تم ترشيحه .وحول عمل الحزب لاسترجاع المنظمات الجماهيرية، بيّن بلخادم أن الأفلان حرص منذ فترة الأحادية على أن تكون بعض المنظمات كالمجاهدين والكشافة فوق الحزب، مشيرا أن استرجاع جبهة التحرير لهذه المنظمات يكون بالتواجد في المراكزز القيادية لها وليس إلحاقها بالحزب، وفي هذا الشأن كان بلخادم قد عقد مساء الخميس الماضي اجتماعا مع اعضاء التحالف الوطني الطلابي الذي عرف في الفترة الاخيرة بعض الخلافات في أوساطه. وفي رده على سؤال حول ركود نشاط التحالف الرئاسي، بيّن بلخادم أنه ليست المرة الاولى التي يتاخر فيها قادة التحالف عن الاجتماع لمدة قد تصل خمسة أشهر، مضيفا انه قد عرف ذلك من قبل لمدة وصلت لثمانية اشهر عندما كانت الرئاسة عند أحد حليفيه .وزاد بلخادم بالتوضيح ان التحالف بحكم الأعباء المكلف بها لم يجد داعيا لعقد اي اجتماع، رغم قيامه بذلك من أجل أسطول قافلة الحرية، مضيفا أن التأخير في إجراء لقاء بين أعضائه الثلاثة يرجع الى ثقل أجندة الوزير الأول أحمد أويحيى المتفرغ للمهامات المنوط القيام بها.ورفض الأمين العام لحزب الأغلبية البرلمانية الرأي القائل بتخلي الافلان عن قانون تجريم الاستعمار ، قائلا في هذا الإطار''لم نتخلى عن القانون، ونحن قلنا منذ البداية ان الاستعمار جريمة دولة''، متسائلا إن كان ذلك يتطلب التكرار في كل مرة، كما بيّن أن قوانين الحزب ولوائحه واضحة في هذا الشأن. وفي رده على سؤال متعلق بالمصالحة الوطنية التي تم الاعلان عنها في منتصف الشهر الحالي خلال عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثانية، دعا بلخادم إلى المزاوجة بين الاستمرار في تطبيق مواد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ومواجهة فلول الإ رهاب. ولدى تطرقه إلى مسالة مكافحة الفساد، أشار بلخادم إلى أن آلية هذه المكافحة تضعها الدولة، والافلان يدعو إلى الصرامة في التصدي للمفسدين ومهدري المال العام، مع الحذر من المس بكرامة الناس بتهم غير مؤسسة، لأن ''النزهاء موجودون''، ويجب الحفاظ عليهم. .. العلاقات بين الجزائر ومصر أخوية رغم الغيوم التي مرت بسمائها مؤخرا قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم إن العلاقات التي تربط الجزائر بمصر هي علاقات أخوة، رغم مرور بعض الغيوم بها بسبب تصرفات بعض الاعلاميين في القاهرة . وأوضح بلخادم أمس أن العلاقات بين البلدين تعكس أخوة الشعبين، معترفا في هذا الاطار انها ''عرفت بعض الغيوم'' في الفترة الأخيرة بسبب تصرفات غير مسؤولة لبعض الاعلاميين في مصر، وقابلها الإعلام والشعب الجزائري برد فعل. وبخصوص مستقبل مؤسسة أوراسكوم، قال بلخادم إن هذه الأخيرة متعامل اقتصادي ينشط في الجزائر، ويخضع للقوانين المنظمة لذلك مثله مثل باقي المتعاملين، وإن لم يحترم هذه القوانين فستطبق عليه القوانين الكفيلة بذلك.