لخادم: ندعم حكومة سلال ونراقبها أيضا انقسام بين إطارات الآفلان حول الموقف من التشكيل الحكومي الجديد أكّد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن حزبه يدعم الحكومة الجديدة التي يقودها عبد المالك سلال،وله فيها مناضلون يواصلون مهامهم، وهو في نفس الوقت يوجهها ويراقبها، وقال أنه من مسؤولياتها مواصلة الجهود المبذولة والتكفل بانشغالات المواطنين الآنية والملحة، كما رفض تحميل الحزب أخطاء غيره وأوزار مراحل لم يشرك فيها ولم يصغ فيها لصوته. وقد سجل غياب كل وزراء الحزب عن افتتاح الجامعة الصيفية التي انطلقت أمس وكذا غياب رئيس المجلس الشعبي الوطني وعدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية والنواب. لم يفوت الأمين العام للآفلان عبد العزيز بلخادم فرصة افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحزب أمس بولاية تيبازة للكشف عن موقف الحزب العتيد من التشكيل الحكومي الجديد، فقال أن الآفلان يدعم الحكومة الحالية التي يقودها الوزير الأول عبد المالك سلال، لكنه قال أيضا انه سيوجهها وسيراقبها من خلال نوابه في غرفتي البرلمان، وأضاف بلخادم في الكلمة الافتتاحية لأشغال الجامعة الصيفية التي انطلقت أمس بفندق الأزرق الكبير بولاية تيبازة "أن الحكومة الجديدة المعيّنة من طرف رئيس الجمهورية طبقا لنص وروح التعديل الدستوري الأخير تحظى بثقة الرئيس ولنا فيها مناضلون يواصلون مهامهم في قطاعات وزارية هامة، تستفيد من تجاربهم الثرية والنوعية". وواصل بلخادم يقول في نفس السياق ليقطع كل شك بخصوص موقف الآفلان من حكومة عبد المالك سلال التي قيل أن الحزب ظٌلم فيها، وأنه شخصيا غاضب عنها " ولكل هذا نحن في حزب جبهة التحرير الوطني ندعم هذه التشكيلة لوجودنا داخلها بقوة ومطمئنين لنهجها وبرنامج عملها الموجه والمطابق لإرادة وتوجيهات رئيس الجمهورية". ثم راح المتحدث يطمئن المناضلين والنواب وأنصار حزبه بان خطة التنفيذ التي يحضرها الوزير الأول لا تحيد ولا تعارض ولا تنزلق عن مضمون المخطط الخماسي الرئاسي للنمو الذي كان محل دراسة وتمحيص من طرف الحزب في الحملة الخاصة بالانتخابات التشريعية وسيكون كذلك في الحملة للمحليات. ثم وفي ما يشبه التهديد، تهديد الحكومة الجديدة راح بلخادم في نفس الوقت يقول " ولا يخفى عليكم بأن عمل الحكومة بكل أشكاله يبقى خاضعا لموافقة ورقابة السلطة التشريعية، أي إلى الأغلبية الواضحة فيها، أي إلى ممثلي الشعب من قوائم حزب جبهة التحرير الوطني في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة" وفهم كلام بلخادم هذا وإمعانه في التفسير والتأكيد على انه تهديد غير مباشر للحكومة الجديدة، وتذكير بأن الآفلان يملك الأغلبية في غرفتي البرلمان لما نسي ذلك. وللتخفيف من صدمة الكثير من مناضلي الحزب بشأن التركيبة الجديدة للحكومة التي قلصت حقائب الحزب فيها راح بلخادم يبرر ذلك بالقول أن الحكومات منذ بداية التعددية أسندت مناصب سامية وقطاعات سيادية متعارف عليها لشخصيات مرموقة تربت وترعرعت في ثقافة جبهوية، ليخلص إلى القول "نحن نطمئن الرأي العام ومن أعطانا الثقة والأغلبية بأننا ندعم ونوجه ونراقب الحكومة". وخاض بلخادم في كلمته الافتتاحية المطولة التي دامت أكثر من ساعة في مواضيع على علاقة بالتاريخ وبخمسينية الاستقلال، مادام أن موضوع الجامعة الصيفية هو الذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية، وتحدث كثيرا عن دور الآفلان في تحرير البلاد ومرحلة البناء والتشييد، ورفض أن يلقى بكامل المسؤولية على عاتق الحزب في جميع المراحل التي مرت بها البلاد " وإذا كنا في حزبنا لا نحتكر الانتصارات المؤكدة في شتى المجالات والقطاعات، فإننا بذات الوقت لا نرضى ولا نقبل تحميلنا أخطاء غيرنا وأوزار مراحل لم نشرك فيها ولم يصغ فيها لصوتنا". ولم يفوت بلخادم أيضا فرصة الجامعة الصيفية ليكذب تكذيبا قاطعا ما أشيع عن استقالته من الأمانة العامة للحزب فقال " أنا لم استقل وأنا هنا مع قيادة الحزب.. ورئيس الجمهورية لم يمت وقد استقبل أمس سفراء أجانب" وأضاف "من يعيش على الكذب حبل الكذب قصير، إذا كانت لديكم أفكار تعالوا لنناقشها في الهياكل" موضحا أن الحزب لن يتراجع وسيفوز في الانتخابات المحلية المقبلة. وقد افتتحت الجامعة الصيفية للحزب في أجواء من الفوضى وفي ظل غياب كامل لوزراء الحزب في الحكومة، وبرر مسؤولو الحزب هذا الغياب بتزامن انطلاق الجامعة الصيفية مع اجتماع لمجلس الحكومة وقد التحق كل من عمار تو، حراوبية ولوح في الفترة المسائية، كما سجل أيضا غياب رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، وغياب عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية، حيث قدر عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي الحضور منهم ب 250 من أصل 351 عضو، وبالمقابل سجل حضور البعض منهم ممن وردت أسماؤهم في القائمة التي نشرها المعارضون قبل أيام ومنهم السعيد بوحجة الذي قال انه أمضى من أجل عقد دورة طارئة للجنة المركزية وليس من اجل شيء آخر.وفي كواليس فندق الأزرق الكبير انقسمت مواقف الحضور من نواب وأعضاء اللجنة المركزية من الحكومة الجديدة بين من اعتبرها انقلابا على الآفلان الذي تلقى صفعة حقيقية بذلك ويجب عليه اتخاذ موقف مشرف، وبين من اعتبر الأمر عاد لا يستدعي الدخول في حالة طوارئ، كما استهجن البعض منهم خطاب الأمين العام واعتبروه غامضا وغير مفهوم المقاصد في وقت كان يجب فيه اتخاذ مواقف حاسمة من الوضع العام. محمد عدنان