ستشرع وزارة النقل قريبا في إلزام أصحاب مركبات نقل المسافرين والوزن الثقيل والتي يزيد عددها عن ال 100 ألف، على تزويد مركباتهم بتجهيزات خاصة بضبط وتسجيل سرعة العربات ذات الوزن الثقيل بداية العام المقبل، حيث ستؤدي هذه التجهيزات نفس مهام الرادارات في تسجيل السرعة المفرطة وسيتم الاستعانة بها عند أي حاجز امني أو لدى تسجيل أي حادث مروري، بهدف الحد من وقوع مجازر أخرى تتسبب فيها المركبات ذات الوزن الثقيل. تعكف لجنة وزارية منصبة على مستوى وزارة النقل تضم ممثلين عن وزارة العدل وممثلين عن مختلف الهيئات الأمنية من شرطة ودرك بالإضافة إلى مختصين في الطرقات والسّياقة المرورية، على إعداد مشروع نص قانوني ينص على إلزامية تزويد عربات نقل المسافرين والوزن الثقيل بتجهيزات خاصة بضبط وتسجيل سرعة المركبة »شبه عدّادات«، والذي سيعرض لاحقا على البرلمان بمبادرة من لجانٍ وزارية على مستوى وزارة النقل بمعية جمعياتٍ تهتم بالوقاية المرورية. يأتي هذا الإجراء القانوني، في الوقت الذي تحصد شاحنات الوزن الثقيل والحافلات أرواح المارة والسائقين، خاصة فيما يتعلق بالحادث الأخير الذي شهده نفق خراطة ببجاية والذي أودى بحياة أربعة أشخاص على اثر اصطدام شاحنة ب14 سيارة، حيث أكد القائمون على هذا المشروع القانوني أن هذه التجهيزات تشبه ما يعرف بالعلبة السوداء داخل الطائرات في حال تسجيل حادث مروري، حيث سيتزامن صدور القانون مع الشروع في تطبيق نظام الرخصة بالتنقيط المتوقع دخوله حيز التنفيذ بدءا من العام القادم. كما سيمس النص القانوني أصحاب مركبات نقل المسافرين والوزن الثقيل والتي يزيد عددها عن ال100 ألف مركبة منها نحو 25 ألف توجد في حالة مزرية وغير صالحة للاستعمال مهددة حياة آلاف الأشخاص، حيث سيلزمهم بالتزود بتقنيات مراقبة متطورة تحول دون تجاوزهم للسرعة القانونية، والمتمثلة في تجهيزات ووسائل تنبيه وتسجيل يتم وضعها وربطها بعداد السرعة لدى هذا الصنف من الأوزان، والتي تعمل أيضا على تحديد السرعة عند 80 كلم في الساعة، علما أن مثل هذه التجهيزات مستخدمة في العديد من الدول المتطورة خاصة الأوربية منها بالإضافة إلى دول الخليج التي نجحت في التقليص من حوادث المرور بالاستعانة بهذه التكنولوجيا وكذا فرض مراقبة ذاتية من قبل السائقين أنفسهم حتى لا يتجاوزا السرعة القانونية. وإلى جانب قيامها بكبح السرعة عند المعدل المطلوب، ستؤدي هذه التجهيزات نفس مهام الرادارات في تسجيل السرعة المفرطة وسيتم الاستعانة بها عند أي حاجز امني أو لدى تسجيل أي حادث مروري كما أنها ستكون بمثابة العلبة السوداء المعمول بها في الطائرات لتحديد الأسباب الكامنة وراء الحوادث وبالتالي تحديد المسؤولية.