نقلت تقارير صحفية أمس، عن مصادر رسمية فرنسية قولها، إن السلطات في باريس رفضت منح تصاريح للاحتجاجات التي كان من المزمع تنظيمها أمس ضد الفيديو والرسوم التي نشرت مؤخرًا فى الولاياتالمتحدةوفرنسا خلال الأسبوع الماضي والتي تعتبر إهانة للإسلام. وذكرت وزارة الداخلية، أن الاحتجاجات من شأنها أن تهدد الأمن العام ولن يسمح بتنظيمها فى ضوء الاشتباكات التي وقعت فى مظاهرة مماثلة غير مصرح بها بالقرب من السفارة الأمريكية يوم السبت الماضي. ويشار إلى أن الشرطة اشتبكت مع المتظاهرين المسلمين فى شارع ال»شانزليزيه« بالقرب من السفارة الأمريكية ووقعت حوادث أيضًا أمام قصر الإليزيه وأمام وزارة الداخلية. وتم منع مظاهرة ضخمة كان من المقرر أن تقام أمس فى منطقة »تروكاديرو« قبالة برج »إيفل« ورفض طلب ثان لإقامة مظاهرة أمام مسجد باريس، واعتقل بفرنسا نحو 250 شخصًا تظاهروا ضد الفيلم الأمريكي المهين للإسلام الأسبوع الماضي واحتجز 150 شخصًا للتحقق من هوياتهم قبل أن يطلق سراحهم. واشتكى إمام مسجد »باريس« الدكتور دليل بوبكر، فى بيان من حرمان المسلمين من أية وسيلة للاحتجاج على إهانة دينهم لكنه دعا المجتمع المسلم إلى تجنب العنف والاحتجاج بهدوء مع احترام قوانين الجمهورية، وانتقد بوبكر الفيديو والرسوم التي كانت بمثابة استهزاء بالدين الإسلامي واستفزاز للمسلمين. وقد قتل ثلاثون شخصًا فى الاحتجاجات التي استمرت مدة أسبوع ضد مصالح الولاياتالمتحدة ولكن فرنسا اتخذ الآن تدابير أمنية استثنائية فى سفاراتها والقنصليات والمدارس وغيرها من المؤسسات في حوالي 20 بلدًا مسلمًا وقررت إغلاق جميع المكاتب اليوم خوفًا من رد فعل عنيف على نشر الرسوم الكاريكاتورية الأربعاء فى مجلة »شارلي إيبدو«. وأعربت الحكومة الفرنسية عن أسفها من الرسوم التي نشرت فى المجلة المذكورة، وأشارت إلى أنها غير قادرة على منع وسائل الإعلام من القيام بذلك تحت قوانين حرية التعبير.