اعتبر الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، أن قضية التحالفات في المرحلة الحالية »ضرورة حتمية«، خاصة على مستوى البرلمان، وأشار إلى أن حزبه لا يمانع الدخول في تحالفات مع الأحزاب التي يرى أنها تقاسمه نفس التوجهات، وهو ما أسقطه على قضية توسيع التحالف الرئاسي إلى تشكيلات أخرى، حيث ترك الأمر في يد قيادة كل من »الأرندي« و»الأفلان«. انتقد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي الأطراف التي هاجمت الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، الأمين العام ل »الأرندي«، على خلفية عدم تقديمه حصيلة عمله على رأس الجهاز التنفيذي، وقال ميلود شرفي أمس في لقاء مع بعض الإعلاميين بالمجلس الشعبي الوطني إن »تقديم الحصيلة من صلاحيات الدولة، وإذا كان الطلب من صلاحيات هذه الأحزاب فإن أويحيى لم يعد وزيرا أوّل الآن«. ويبقى الأهم من ذلك وفق ما صرّح به شرفي هو وجود طاقم حكومي جديد ومخطط عمل صادق عليه نواب المجلس الشعبي الوطني بالأغلبية، مضيفا في هذا الاتجاه: »نحن نعتبر أنفسنا الآن طرفا وشريكا في الحكومة، ومن النفاق السياسي أن نتخذ موقفا مضادا لمخطط عملها لأن هذه الحكومة مكلفة بالأساس باستكمال تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية«، وشدّد على أن »هدفنا هو دعمها لأنها سطرت أهدافا بالغة الأهمية في عدة قطاعات..«. وعند تذكيره بالمطالب السبعة التي رفعتها المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي إلى الوزير الأوّل، عبد المالك سلال، سجّل ميلود شرفي دعمه لقاعدة 51/49 بالمائة المتعلقة بتنظيم الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، ورفض الخوض في الجدل القائم حول هذه القضية ليكتفي بالتعليق: »نحن ندعم كل ما يخدم المصلحة الوطنية والاستثمار الذي يجلب الفائدة ويضمن توفير مناصب شغل إضافية وليس على حساب سيادة البلاد«. وبرأي المتحدّث فإن هناك بعض الأطراف تُحاول استغلال تدابير قانون المالية التكميلي لسنة 2009 حول الاستثمار الأجنبي، إلى درجة اقتنع فيها بأن »البعض يُحاول استعمالها لأغراض سياسوية«، وهو ما توقع أن يحصل في الفترة المقبلة عندما يعرض وزير الطاقة التعديلات الجديدة التي أدخلتها الحكومة على قانون المحروقات »هناك أحزاب ستسعى لجعل هذا القانون كسجل تجاري للمزايدة على الوطن«، قبل أن يوضح: »لكن الجزائريين وصلوا مرحلة من النضج ويعرف جيّدا الحقائق«. وسألت »صوت الأحرار« القيادي في »الأرندي« عن حقيقة التسريبات التي تحدّثت عن إمكانية انضمام حزب تجمع أمل الجزائر الذي يقوده وزير الأشغال العمومية، عمر غول، إلى التحالف الرئاسي، فكانت جوابه بنفي وجود أية اتصالات رسمية مع »تاج«، ومع ذلك ترك الانطباع بأن مسألة التحالفات في الظرف الحالي »أصبحت ضرورة حتمية«، وأصرّ على أن »التيار الوطني بحاجة اليوم إلى أقطاب سياسية تدعمه ونحن في التجمع مستعدون للتحالف مع أي حزب يكون برنامجه متماشيا مع برنامجنا ومصلحة البلاد عموما«. وواصل شرفي الحديث في هذا السياق بالقول: »لا مانع بالنسبة لنا التحالف مع »تاج« أو غيره من الأحزاب وفق ما يتماشى وتحسين الأوضاع الاجتماعية وكذا الأفكار والتصوّرات التي نؤمن بها في إطار مواصلة الإصلاحات«، وبعدها لفت إلى أن قضية تعزيز التحالف الرئاسي بأحزاب جديدة قضية يتم الفصل فيها على مستوى قيادتي التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني »لأن هذا الائتلاف مستمر في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية«، مؤكدا أن التنسيق بين الحزبين حاصل على مستوى البرلمان بغرفتيه. وعلى صعيد آخر متصل بتحضيرات »الأرندي« للانتخابات المحلية المقبلة، كشف محدّثنا أن عملية إيداع ملفات المترشحين تسير بوتيرة عادية وفق جاهزية كل ولاية، ومن المنتظر أن تعقد اللجنة الوطنية التي يرأسها الطاهر بوزغوب سبع ندوات جهوية لشرح أهداف الحزب وإعطاء التوجيهات الضرورية للمرشحين.