تبادلت أحزاب التحالف الرئاسي التهم فيما بينها حول مسألة التحالفات التي صاحبت التحضيرات لانتخابات مجلس الأمة، خصوصا بعد أن تمكن الأرندي من عقد صفقة سياسية مع حزب العمال، حيث اتهم الأفالان شريكه الأرندي صراحة بالخروج عن ميثاق التحالف الذي يعطي كل الأولوية لأطرافه في مثل هذه المواعيد السياسية. تحولت الحصة الإذاعية أروقة السياسة التي تبثها القناة لإذاعية الأولى كل ظهيرة خميس والتي عرفت استضافت ممثلي الشركاء الثلاثة، بالإضافة إلى ممثل حزب العمال إلى ساحة لتبادل التهم وعلى وجه الخصوص بين جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، حيث اعتبر النائب إدريس فاضلي ممثل الأفالان أن عقد تحالف عل مستوى قيادة حزب طرف في التحالف مع حزب آخر من خارجه هو أمر غير طبيعي وغير مقبول في نفس الوقت. وبرر هذا النائب قوله أنه يمكن تفهم أن تكون هناك تحالفات هامشية بين المنتخبين على مستوى القواعد، لكن أن يكون اتفاق بين قيادة حزب طرف في التحالف ممثلا أمينه العام في إشارة إلى أحمد أويحيى مع رئيس حزب آخر فهذا غير منطقي، ويعد خرقا واضحا لميثاق التحالف الرئيسي الذي أمضى عليه القادة الثلاثة عند إنشائه وظلوا يؤكدون عليه في كل قمة تجمعهم، على أن تعطى كامل الأولوية للشركاء الثلاثة. كما انتقد الافالان على لسان ممثله أن التبجح بمكاسب قانون المالية وقانون تنظيم الاستثمار والتي قال أنها مكاسب كلها لبرنامج الرئيس بوتفليقة، وهذا في إشارة إلى محاولة الأرندي استغلال الموضوع وإرجاع الفضل فيه إلى أمينه العام الوزير الأول أحمد أويحيى. وفي الوقت نفسه رد الناطق الرسمي الأرندي ميلود شرفي في تدخله أن ما قام به حزبه هو أمر عادي وطبيعي، ولا يمس التزاماته في إطار التحالف في شيء، وبرر شرفي قيام الأرندي بهذه الصفقة مع حزب العمال بكون الموضوع راجع لتقارب خيارات حزبه مع حزب العمال في الكثير من النقاط، خصوصا في موضوع السيادة الوطنية والخيارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة، إضافة إلى اتهامه للأفالان وحمس بعقد تحالفات وصفها ب''الغريبة'' مع أحزاب أخرى حتى من المعارضة على مستوى القواعد وتستروا عليها -على حد تعبيره- ، وهي مبررات اعتبرها شرفي كافية لكي يقدم حزبه على عقد شراكة سياسية على مستوى القمة مع حزب لويزة حنون. وقد رفض شرفي وهو يتحدث عن هذه التحالفات كشف ما قام به شركاؤه في التحالف بحجة أن المناسبة غير سانحة وسيكشفه في حينه. أما بالنسبة لممثل حمس فقد آثر الدفاع عن خيار التحالف كخيار إستراتيجي للأحزاب الثلاثة، ومال إلى طرح الافالان في اعتبار ما قام به الأرندي غير طبيعي وغير مقبول، على خلاف ممثل حزب العمال رمضان تاعزيبت الذي برر خيار حزبه بتزكية مرشحي الأرندي في انتخابات مجلس الأمة بأنها نابعة من خيارات مدروسة .