عاد مشكل التهاب أسعار الخُضر والفواكه واللحوم إلى الواجهة بشكل مفاجئ أياما قبل عيد الأضحى المبارك المرتقب نهاية الأسبوع المقبل، ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 75 دج والبصل 60 دج والدجاج 440 دج، كما ارتفع السردين إلى 350 دج بعدما كان بين 150 و200 دج، وهي وضعية تطرح عدة تساؤلات حول الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية بالتنسيق مع الاتحادات والجمعيات المهنية بهدف وضع حد لمثل هذه الظواهر سيما خلال المناسبات. يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل الحفاظ على استقرار أسعار الخُضر والفواكه واللحوم البيضاء، والمتمثلة أساسا في أنظمة الضبط المختلفة المُعلن عنها، لم تجد مفعولها في الواقع وهو ما تُترجمه فوضى الأسعار التي لا تلبث أن تستقر حتى تلتهب من جديد، في هذا السياق، وقبل تسعة أيام عن عيد الأضحى المُبارك، تراوح صبيحة أمس سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا بسوق »كلوزال« وسط الجزائر العاصمة بين 60 و75 دج حسب النوعية، وبلغ سعر اللفت 80 دج والجزر بين 70 و80 دج والقرعة بين 100 و120 دج، نفس الشيء بالنسبة للسلاطة، أما اللوبيا الخضراء »مانجتو« فبلغت 160 دج والشفلور 100 دج والبيطراف 60 دج والباذنجان بين 60 و70 دج والفلفل 100 دج والخيار 100 دج والبصل 60 دج. وتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بين 420 و440 دج و»السكالوب« 850 دج كما ارتفع بدوره السردين إلى 350 دج بعدما تراوح بين 150 و200 دج خلال الأيام القليلة الماضية وبقيت اللحوم الحمراء في مستوى أسعارها المرتفعة، في وقت سجلت فيه أسعار الفواكه كذلك ارتفاعا محسوسا بحيث بلغ سعر الكيلوغرام من العنب بين 120 و200 دج والإجاص بين 100 و180 دج والخوخ بين 130 و200دج و.. وفي حديث جمعنا مع بعض التجار بسوق »كلوزال« دائما، أرجع هؤلاء سبب هذا التهاب الأسعار إلى ارتفاعها على مستوى سوق الجملة ولم بعضهم إمكانية تواصل الارتفاع إلى ما بعد عيد الأضحى المُبارك، بما أنه، يُضيفون، هناك بعض التجار أصبحوا يحترفون بسلبية مهنة تخزين الخُضر والفواكه وإخراجها في أوقات حساسة، وهو ما يحدث حاليا مع فاكهة الإجاص والعنب والبطاطا وغيرها. وبدورهم لم يستغرب بعض المواطنين الذين تحدثوا إلينا، هذه الظاهرة وذهب أحدهم إلى القول »الإشكال لم يبق في التجار بما أن الظاهرة أصبحت عادة منذ سنوات ولكن في السلطات العمومية التي لم تتمكن لغاية الآن من وضع حد لهذه الفوضى بالرغم من الوعود التي تُقدمها من مناسبة إلى مناسبة وبالرغم كذلك من الإجراءات التي اتخذتها«، نفس الشيء أكده لنا مواطن آخر منتقدا بشدة السلطات العمومية بالقول »التجار أصبحوا اليوم يتحكمون في كل شيء والدولة أصبحت عاجزة أمامهم خوفا منهم«، مواصلا »لدينا ثروة غنمية كبيرة داخل الوطن تفتقد لها دول أخرى لكن أسعارها تفوق الأسعار المعتمدة في تلك الدول، فأين هي الدولة ؟ الحديث قياس..«. وكان الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين حذر مؤخرا من امكانية ارتفاع الأسعار خلال عيد الأضحى المبارك المقبل كما حذر من عدم جدوى الإجراءات التي اتخذتها وزارة التجارة والمتعلقة بإبقاء المخابز والمحلات مفتوحة أيام العيد بهدف تفادي الندرة التي شهدتها المناسبات السابقة.