تسارعت وتيرة الحملة الانتخابية وارتفعت حمى السباق نحو البيت الأبيض قبيل موعد الاقتراع الذي سيحدد فيه الأمريكيون ما إذا كانوا سيجددون ثقتهم في الرئيس باراك أوباما غلى غرار غالبية المسلمين الأمريكيين أم سيختارون المرشح الجمهوري الثري ميت رومني، ومن جهة أخرى ستلقي العاصفة ساندي بظلالها على الانتخابات في الولايات المتضررة. حتى البرد القارس الذي تلى عاصفة ساندي في الشمال الشرقي للبلاد لم يستطع أن يخفض حرارة نار المعركة الانتخابية بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني اللذان كثفا نشاطاتهما قبل يوم واحد من الانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم السادس من نوفمبر الجاري، حيث كثف المترشحان زياراتهما إلى ما يعرف بالولايات المتأرجحة التي لا تعتبر ديمقراطية ولا جمهورية باعتبارها الولايات التي من شأنها أن تحسم نتائج الانتخابات لصالح أحد المرشحين دون آخر، ومن هذه الولايات، فلوريدا، فرجينيا، أوهايو، ويسكونسن، نيفاد ، أيوا، ميشغن، بنسلفانيا. استطلاعات الرأي تعجز عن التكهن بالنتيجة ولعل أكثر ما يزيد هذه الحملة الانتخابية التهابا هو نتائج سبر الآراء اليومية التي تجريها بعض وسائل الإعلام ومراكز البحوث في أمريكا والتي تبين أن المرشحان متساويان أو بينهما فروق طفيفة في النسب المئوية، حيث تشير أحدث الإحصائيات التي تم تقديمها يوما واحدا فقط بالتعاون بين معهد “ماريست وان بي سي و وول ستريت جورنال” قبل الانتخابات إلى أن اوباما يتقدم ثلاث نقاط فقط على منافسه الجمهوري ميت رومني بنسبة تصل إلى 50 بالمائة مقابل 47. وهي النسبة التي تثير قلق المرشحين وتجعلهما يركزان اهتمامهما على الولايات التسع الحاسمة، وقال أوباما أمام حشد ضم أكثر من 14 ألف شخص في شوارع كونكورد بولاية نيوهامبشير "الأمر متروك لكم. لديكم القدرة..ستحددون القرارات المتعلقة بهذا البلد لعقود قادمة وألان وفي اليومين القادمين." وفي ولاية أيوا دعا رومني أكثر من 4000 شخص في قاعة ديس موينس إلى الخروج للتصويت وإقناع الأشخاص الذين لم يحسموا موقفهم أو الأنصار السابقين لأوباما بتأييده. وظهر مستشارو أوباما ورومني بشكل مكثف يوم الأحد في جميع البرامج الإخبارية الصباحية التي خصصت للتكهن بالنتيجة في سباق ركز على تسع ولايات حاسمة ستحدد هامش الفوز في السباق الرئاسي. 91 بالمائة من المسلمين الأمريكيين يعتزمون الانتخاب وعلى غرار بقية الأقليات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية سيدلي المسلمون الأمريكيون بأصواتهم يوم السادس من نوفمبر، وتشير أحدث استطلاعات الرأي التي أجراها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» قبل أسبوع إلى أن 68 بالمائة من المسلمين الأمريكيين سيصوتون لصالح إعادة انتخاب الرئيس أوباما، في مقابل 7 بالمائة فقط لصالح رومنى. وأوضح الاستطلاع، الذي تم الإعلان عن نتائجه الأربعاء في مؤتمر صحفي بمقر المركز، أن 91 بالمائة من المسلمين الأمريكيين يعتزمون الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم 6 نوفمبر المقبل للإدلاء بأصواتهم. صوت الأحرار تحدثت إلى عدد من المسلمين عن الانتخابات ومن بينهم ريم الإمام طالبة أمريكية من أصل سوداني تؤكد أنها مازالت تهتم بنفس القضايا التي يهتم بها والداها، وهي ترى أن السياسة الخارجية الأمريكية بطاقة حاسمة في الانتخابات الرئاسية، غير أن القضايا الداخلية هامة أيضا وينبغي أخذها بعين الاعتبار. أما خالدة فنري وهي أمريكية من أصل جزائري فترى أن تحسين ظروف المرأة أمر غاية في الأهمية، وهذا من خلال تحسين قطاع التأمين الصحي الذي يعتبر مشكلا كبيرا يواجه طبقة واسعة من المجتمع الأمريكي ومنها المرأة التي تعتبر أكثر عرضة للأمراض، وتؤكد خالدة في تصريح ل »صوت الأحرار« أن هذه القضايا تعتبر أكثر أهمية من مسألة السياسة الخارجية الأمريكية. عاصفة ساندي تعصف بالانتخابات في الشمال الشرقي في الوقت الذي تحتذم فيه المعركة الانتخابية في عدة ولايات، مازالت ولايات الشمال الشرقي تئن تحت وطأة مخلقات عاصفة ساندي التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الفارط وأدت إلى مقتل 111 أمريكيا في عدة مناطق، وقد أسفرت العاصفة التي تعد الأعتى في المنطقة منذ 100 عام على خسائر اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار أمريكي حسب ما يؤكده خبراء التأمين في البلاد ففي مدينة نيويورك وحدها مازال أكثر من مليون من السكان دون كهرباء. ويؤكد مسؤولون عن الانتخابات في كل من نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت المتضررة من العاصفة ساندي أن العملية الانتخابية في هذه الولايات ستشهد عدة اضطرابات بسبب انقطاع الكهرباء في الكثير من مراكز التصويت. وتشير الإحصائيات إلى أن 2 من أصل 10 مراكز اقتراع في الساحل الجنوبي بلونغ أيلند وعلى جزيرة ستايتن هي مراكز متضررة، بينما تم إحصاء 50 مركز اقتراع دون كهرباء في ولاية كونيتيكت. ويرى المسؤولون أن عملية الاقتراع يمكن أن تتم دون كهرباء إذا لزم الأمر من خلال استعمال آلات المسح الضوئي التي تعمل بالبطاريات، أو من خلال جمع الأصوات في صندوق مغلق ثم يتم نقلها في نهاية اليوم إلى موقع به ماسح ضوئي كهربائي، ومن جهة أخرى، تم وضع مراكز الاقتراع على رأس قائمة الأماكن التي سيتم إعادة وصلها بالكهرباء قبل الموعد الانتخابي. وفي الأخير فإن المعركة الانتخابية قد حطت أوزارها، تاركة الكلمة اليوم للشعب الأمريكي ليعيد أوباما إلى البيت الأبيض أو ليدخل رومني عالم الرئاسة.