الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمريكيون ينتخبون غدا رئيس العالم
بين سياسة ''القفاز الناعم'' لأوباما و''اليد الخشنة'' ل''رومني''
نشر في الخبر يوم 05 - 11 - 2012

ينتخب الأمريكيون غدا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الخامس والأربعين، حيث سيختارون بين منح الثقة مجددا للرئيس المنتهية عهدته الديمقراطي باراك أوباما، أو لمنافسه من الحزب الجمهوري ميت رومني. هذه الانتخابات التي يتابعها كل العالم باهتمام كبير، أو كما يطلق عليها ''انتخابات العالم''، ستفصل بين مواصلة سياسة ''القفاز الناعم'' التي انتهجها أوباما في تعامله مع الملفات الدولية الهامة، أو عودة سياسة ''اليد الخشنة'' التي ميّزت حقبة بوش الأب والابن والتي يتوعد بها من جديد ميت رومني.
أوباما يريد المواصلة ورومني القطيعة
العالم يترقب سيد البيت الأبيض الجديد
ساعات قليلة تفصل الأمريكيين عن معرفة رئيسهم المقبل، إذ من المقرر أن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع، غدا في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر، مثلما جرت عليه العادة في انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ أكثر من قرنين من الزمن. الحال أن الانتخابات الأمريكية شهدت هذه المرة احتدام المنافسة بين الرئيس الحالي الديمقراطي باراك أوباما وغريمه، مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني، حيث سعى هذا الأخير جاهدا للاستفادة من نقائص حصيلة عهدة أوباما للتأكيد على فشل سياسة الديمقراطيين في إعادة الاعتبار لصورة الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج وفي الداخل.
وقد أبرز رومني كل هذه النقائص خلال المناظرات التي جمعته مع أوباما، ما سمح له بإحراز بعض التقدم وتقليص فرص أوباما بالفوز بعهدة ثانية، غير أن إعصار ساندي كان بمثابة طوق النجاة بالنسبة للديمقراطيين، حيث سمحت الكارثة الطبيعية للرئيس المنتهية عهدته بإعادة ترتيب أوراقه، إذ بالرغم من توقيف الحملة الانتخابية ظاهريا، إلا أنه جرى استغلال الإعصار من خلال التأكيد على قدرة أوباما على مواجهة التحديات الكبرى، كما كان فرصة للتذكير بسياسته الداعمة للأقليات والفقراء، وهي المواضيع التي يختار على أساسها الأمريكيون رئيسهم، على اعتبار أن الشأن الداخلي هو المحدد الحقيقي لاختيار الرئيس، مع الإشارة إلى أن مسألة التأمين الصحي، التعليم وخفض الضرائب وغيرها من الملفات المتعلقة بشكل مباشر بيوميات المواطن هي التي تحدد الاتجاه العام لأصوات الناخبين.
وبالرغم من الانتقادات اللاذعة التي طالت الرئيس الحالي بخصوص عدم وفائه بكل الوعود التي قطعها، إلا أنه يظل الرئيس الذي دافع عن إصلاحات النظام الصحي، ما جعله يطالب بعهدة ثانية من أجل استكمال سياسته لفائدة الغالبية الكادحة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شدد على أن برنامجه يتعارض مع برنامج مرشح الجمهوريين في كونه موجها للطبقة المتوسطة، عكس برنامج ميت ويلارد رومني الموجه لخدمة أصحاب رأس المال.
ومع أن السياسة الأمريكية الخارجية لا تحظى باهتمام كبير من طرف الأمريكيين، إلا أن كلا المرشحين عمدا إلى نقل المنافسة إلى الساحة الدولية، بالرغم من التأكيد على أن السياسية الخارجية الأمريكية لا تخضع لأي تغيير مع تغير الرؤساء، باعتبارها تستجيب لإستراتيجية بعيدة المدى، ما جعل مواقف المرشحين المبدئية متقاربة.
ولعل أهم الاختلافات، تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث يؤكد الرئيس أوباما على مضمون خطابه الشهير في جامعة القاهرة بمصر سنة 2009، القاضي بإقامة دولتين، الأمر الذي يرفضه متطرفو إسرائيل، وكشف استطلاع للرأي أن غالبية الإسرائيليين لا ترغب في فوز أوباما بعهدة ثانية. وفي الوقت الذي تنافس فيه المرشحان على محاباة إسرائيل، إلا أن رومني استفاد من خطابه المناهض لإيران وتشديده على نيته استعمال القوة، في حال وصوله لسدة الحكم، ضد إيران لوقف برنامجها النووي لإبعاد التهديد عن إسرائيل التي وصفها بالحليف الإستراتيجي، فيما يواصل الرئيس أوباما التأكيد على أن الدبلوماسية كفيلة بحل أزمة النووي الإيراني.
من جانب آخر، تشير تصريحات رومني إلى أنه من دعاة عودة هيبة أمريكا بالقوة، حيث دافع على ضرورة مضاعفة ميزانية التسليح، تماما كما دعا إلى تسليح المعارضة السورية بالعتاد الثقيل، في الوقت الذي ظل دعم إدارة أوباما لثوار سوريا طيلة الشهور الماضية رمزيا من خلال تزويدها بمعدات للاتصالات وبطرق غير مباشرة. لكن أوباما سعى لترجيح الكفة لصالحه من خلال الاستثمار في الانسحاب من العراق، إلى جانب التذكير بأكبر معاركه ضد القاعدة والتي بلغت ذروتها في القضاء على زعيم التنظيم بن لادن.
ولعل أهم الفروق التي تميز سياسية باراك أوباما عن سياسة ميت رومني، تظل تلك المتعلقة بدول الربيع العربي، ففي الوقت الذي يدعم أوباما التيار الديني السياسي الذي وصل للحكم في كل من تونس ومصر، تتجه المؤشرات للتأكيد على أن رومني، يسعى للحفاظ على مصالح المستثمرين الأمريكيين في المنطقة العربية، وبالتالي يرى المراقبون أنه سيكون أكبر حليف للأنظمة الملكية في المنطقة العربية، ما يجعله يقف ضد التيار الشعبي المؤيد للربيع العربي.
رومني.. من مبشر دينيإلى طامح لرئاسة أمريكا
اكتشف العالم ومعه الكثير من الأمريكيين مرشح الحزب الجمهوري ميت ويلارد رومني بكثير من الفضول، على اعتبار أن أكثر ما لفت الانتباه لسيرة رومني كونه من أتباع طائفة المورمون، وهي أقلية دينية في الولايات المتحدة الأمريكية تفضل عدم تسليط الأضواء عليها، غير أن ترشح رومني لدخول البيت الأبيض كان فرصة لإعادة الحديث عن الطائفة، لاسيما وأن مرشح الجمهوريين للرئاسة يعد من أهم قياداتها، إذ من الصعب الفصل بين معتقد مرشح الرئاسيات وشخصه. بهذا الخصوص أكد أنه بالرغم من قناعته الشديدة بتعاليم طائفته، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أنه سيسمح لهذه التعاليم لأن تؤثر عليه في سياسة البلاد.
المثير أن رومني اتجه إلى السياسة في سن متأخرة، حيث إنه حديث العهد بعوالم السياسة، فقد سبق له أن قام في شبابه بدور المرشد الديني والمبشر في عدد من المدن الفرنسية، حيث كان يسعى للتبشير بتعاليم الطائفة المورمونية، وذلك بالرغم من كونه مولودا في عائلة تمارس السياسة، فقد سبق لوالده أن تقلد منصب حاكم ولاية ميشيغن، التي ولد فيها رومني الابن سنة .1947
وقد عرف عن مرشح الحزب الجمهوري كونه من رجال الأعمال الناجحين في أمريكا، حيث أهلته دراسته الأكاديمية إلى هذا التفوق المالي، على اعتبار أنه خريج جامعة ''هارفارد'' العريقة في تخصص إدارة الأعمال والقانون، غير أنه وبعد ممارسته العمل الديني التطوعي، وتفوقه في الأعمال عاد ليواصل مسيرة والده من خلال خوض تجربة سياسية، وكان ذلك سنة 1994 من خلال المنافسة على مقعد بمجلس الشيوخ الأمريكي، وبالرغم من الفشل في تحقيق هدفه، إلا أنه اكتشف أن له شعبية تسمح له بالاستمرار في المشوار السياسي على المدى الطويل، وكان له ذلك سنة 2002، حيث تولى منصب حاكم ولاية ماساشوستس إلى غاية 2007، ليواصل مساره في المنافسة على كرسي البيت الأبيض.
أوباما ''الإفريقي'' الذي يريد حكم أمريكا ثماني سنوات
استفاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما من عدم تسليط الإعلام على ماضيه الشخصي، مثلما حدث خلال الحملة الانتخابية التي أوصلته للبيت الأبيض، على اعتبار أن الإعلام أفرط في تفصيل خلفيته الشخصية وخلفية كل المحيطين به خلال الفترة الأولى من رئاسته، لاسيما وأن سيرة باراك أوباما فيها ما يثير الفضول.
فهو من مواليد 1961 لأب من جنسية كينية، ما جعل الإعلام يؤكد أنه مرشح من أصل إفريقي بامتياز، ومع أن أوباما الابن لم يعرف والده في طفولته بسبب طلاق والديه وعودة والده إلى مسقط رأسه، إلا أن ذلك لم يمنع الإعلام الأمريكي بنعته بالرئيس الإفريقي. والحال أن سواد بشرته وأصوله الإفريقية لم تكن الشبهة الوحيدة التي حاول معارضو أوباما الاستثمار فيها، حيث إن والدته تزوجت مرة ثانية من إندونيسي يدين بالإسلام، ما اضطر الطفل أوباما أن يدرس في إندونيسيا في مدارس إسلامية إلى غاية بلوغه سن العاشرة، حيث التحق بجديه لوالدته بجزيرة هاواي، وأكمل فترة تعليمه الأولى. وتشير جل التقارير المتحدثة عن سيرة مرشح الحزب الديمقراطي أن وفاة والدته في حادث سيارة كان له بالغ الأثر على حياته، حيث دخل دوامة الإدمان وهو في سن المراهقة، ليعود إلى مسار الدراسة الذي كان بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ حياته، إذ انتقل إلى جامعة كولومبيا لدراسة العلوم السياسية، ويكتشف هدفا لحياته، فقد حلت سنة 1988 لتجد الطالب باراك أوباما في مقاعد واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية، ويتعلق الأمر بجامعة ''هارفارد''، حيث تخصص في دراسة القانون، ليحصل سنوات بعد ذلك على شهادة الدكتوراه في ذات التخصص، مع العلم أنه إلى جانب دراسته الأكاديمية كان يخصص جانبا من وقته للأعمال الخيرية للمحتاجين.
ولعل هذا البعد الاجتماعي الذي سمح له بالحصول على شعبية بين المحيطين به، ساعده في الوصول إلى مجلس الشيوخ ممثلا عن ولاية إيلينوي، ليشق بذلك أولى خطواته نحو البيت الأبيض الأمريكي، حيث فاز سنة 2009 بجائزة نوبل للسلام وقبلها بأقل من سنة تولى مقاليد البيت الأبيض نظير جهوده في تقوية العلاقات بين الشعوب.
قصة الحمار والفيلفي الانتخابات الأمريكية
بين الحمار والفيل قصة طويلة جمعت بينهما الانتخابات الأمريكية، وتحولا إلى رمزين يقدسهما طرفا المعادلة في المشهد السياسي الأمريكي، أي بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، وإن كان الحمار يرمز في ثقافتنا المحلية إلى الغباء والفيل إلى الضخامة والتهور والخوف، فإن للحمار والفيل في الولايات المتحدة مدلولات مختلفة تماما عما هو موجود. فقصة الحمار مع الديمقراطيين بدأت سنة 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك، أندرو جاكسون، شعار ''لنترك الشعب يحكم''، وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي ورخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي ''الشعبوي'' ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس.إلا أن الحمار تحول إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق سنة 1870، عندما عمد رسام الكاريكاتير توماس ناست الذي كان يعمل لصالح مجلة ''هاربر'' الأسبوعية إلى اختيار حمار أسود اللون ''عنيد'' كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور. ومنذ ذلك الحين أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم، بل ويدللونه عبر تنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتري للحمار الديمقراطي وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التي يمكن أن ترافق صورته..
أما رمز الفيل لدى الجمهوريين فيعود إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1860، حيث كانت الولايات المتحدة عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب اختلاف الآراء حول قضية تحرير العبيد، لكن أبراهام لينكولن قرر خوض غمار الانتخابات تلك السنة أملا في توحيد البلاد أو التقليل من حدة الانقسام على أقل تقدير.
وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة للينكولن في هذه الانتخابات التي فاز بها فعلا، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين، إلا عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتور الأمريكي الشهير توماس ناست بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه كتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهوري) ومنذ ذلك الحين تحوّل الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.. وقال ناست إنه اختار الفيل الضخم للدلالة على كثرة المال لدى الجمهوريين إضافة إلى صوتهم الانتخابي الوازن.

القسم الدولي

مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعد الدين إبراهيم ل''الخبر''
''أوباما تساهل مع اللوبي اليهودي لضمان فترة رئاسية ثانية''
على الجزائر أن تأخذ دور الريادة في إعداد إستراتيجية عربية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية
يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن إعادة انتخاب باراك أوباما الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، سيكون في مصلحة المنطقة العربية والقضية الفلسطينية، ودعا سعد الدين إبراهيم الجزائر لأخذ دور الريادة والقيادة في إعداد إستراتيجية عربية لمساعدة المنطقة العربية وأوباما وأمريكا في إقامة الدولة الفلسطينية، واستخدام ملفي البترول والفوائد المالية، كورقة عربية للضغط على أوباما لإنجاز مشروعه المتأخر.
القاهرة: حاورته مراسلة ''الخبر'' سهام بورسوتي
ما تعليقكم على حصيلة أوباما وسياسته تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية؟
في رأيي انتخاب أوباما سيكون إيجابيا لقضايا الشرق الأوسط، لأنه عادة ما يكون الرؤساء الأمريكيون أكثر تحررا في فترتهم الرئاسية الثانية من ضغوط اللوبي اليهودي الداعم والمتضامن مع الكيان الصهيوني، حيث إن أوباما كان متساهلا مع اللوبي اليهودي، لأنه كان في حاجة إليه من أجل الحصول على أصواته وإعطائه فرصة أخرى لفترة رئاسية ثانية، ففعل ما فعل في السنة الأولى من فترة رئاسته ثم توقف، وفي تقديري سيقوم أوباما بمواقف أكثر حسما واستقلالية من أجل المنطقة العربية وفلسطين، إن وفق بعهدة ثانية، باعتبار أنه لن يكون بحاجة للوبي اليهودي.
اشتد التنافس بين أوباما ورومني لدخول البيت الأبيض، وتذبذبت استطلاعات الرأي العام حولهما، لمن ستكون الغلبة حسبكم؟
أنا متعاطف مع أوباما لأنه أول رئيس أمريكي زنجي يأتي إلى هذا الموقع، وقد كان يحسب خطواته بدقة طوال فترته الرئاسية، للرد والتصدي للمتربصين به، خاصة في ظل وجود عنصرية مستترة كبيرة، يعوّل عليها منافسه الجمهوري ميت رومني، للظفر بكرسي الرئاسة، لكني أرى أن أوباما الأقرب للبيت الأبيض، لأن شريحة كبيرة من الأمريكيين تعتبر رومني شخصية مجهولة وغير موثوق بها، ودوائر كثيرة لم تتعرف على قدراته، وبالتالي أتوقع أن أوباما هو الأقرب للنجاح بفارق بسيط.
ما تقييمكم لما قدمه أوباما من إيجابيات وما أخطأ فيه، طوال فترته الرئاسية؟
كما قلت في السابق، أوباما كان متحمسا لدعم المنطقة العربية والقضية الفلسطينية في السنة الأولى من فترته الرئاسية، وبعدها ظهر أكثر متسامحا ومتساهلا مع اللوبي الصهيوني الداعم للكيان الصهيوني لشراء أصواته الانتخابية، لذا أدعو جميع الدول العربية إلى تبني موقف عربي موحد، خاصة الجزائر والسعودية وقطر، الذين يستحوذون على ملفي البترول والفوائد المالية، وعلى الجزائر أن تأخذ دور الريادة والقيادة في إعداد إستراتيجية عربية لمساعدة المنطقة العربية وأوباما وأمريكا في إقامة الدولة الفلسطينية، واستخدام البترول والفوائد المالية، كورقة عربية للضغط على أوباما لإنجاز مشروعه المتأخر، خاصة وأنه الأقرب إلينا، وفي المقابل، يرفع منافسه ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري، الذي يتبنى توجهات معادية للإسلام بسبب هجمات 11 سبتمبر، شعار مواجهة الإسلاميين، لذلك أتوقع أن تكون العلاقات باردة بين الإسلاميين ورومني في حالة فوزه، لذلك من مصلحة الإسلاميين فوز أوباما.
المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الدكتور نهاد عوض ل''الخبر''
1.2 مليون أمريكي مسلم سيحسمون الرئاسيات الأمريكية
68 بالمائة من الأمريكيين المسلمين سيصوتون لأوباما
يرى المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الدكتور نهاد عوض أن أصوات المسلمين الأمريكيين ستلعب دورا مهما في حسم الانتخابات الرئاسية بين المرشح الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني، مشيرا إلى أن نتائج سبر آراء فضل فيه 68 بالمائة من المسلمين الأمريكيين باراك أوباما.
وقال الدكتور نهاد عوض في اتصال مع ''الخبر''، ردا على سؤال حول تقييمهم لحصيلة حكم أوباما وسياسته اتجاه المسلمين سواء في أمريكا أو في الشرق الأوسط ''الحكم على حصيلة أوباما يبقى نسبيا، ومقارنة بحكم سابقه جورج بوش الابن، حيث إن الأخير قاد حربا في أفغانستان، وحربا غير مبررة في العراق، وانتقلت العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي في عهده إلى المواجهة والتوتر وتضرر الاقتصاد الأمريكي كثيرا''.. ويضيف ''أوباما انتهج مقاربة جديدة في العراق ولهجة تصالحية مع العالم الإسلامي والتي خففت الكثير من التوتر، لكن بالرغم من ذلك يبقى هناك الكثير من الإشكالات في سياسته. وفي سبر للآراء للمسلمين الأمريكيين أعطوا أوباما 6 على عشرة بخصوص أدائه مقارنة بالوعود التي أطلقها''.
وبخصوص رومني يقول المتحدث إن المسلمين الأمريكيين لما ينظرون إلى تصريحات ميت رومني ينتابهم خوف، لأنه في نظرهم سيعيد ثقافة الصراع في الولايات المتحدة الأمريكية. ورفض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الخوض في قضية موقف الهيئة من الانتخابات، حيث قال: إن القانون يمنعهم من تزكية أي مرشح''، لكنه استطرد قائلا: ''وقمنا باستطلاع للرأي، وجاءت نتائجه أن 68 بالمائة سيصوتون لباراك أوباما و07 بالمائة لميت رومني، في حين لم يفصل 25 بالمائة بعد في موقفهم''، وأضاف ''أصوات المسلمين الأمريكيين مهمة وسيكون لها دور في حسم الانتخابات الأمريكية، خاصة وأنهم يتواجدون خاصة في الولايات المتأرجحة كأوهايو وفرجينيا''.
وفي سياق تحدث الدكتور نهاد عوض عن وجود مليون و200 ألف ناخب مسلم يعيشون بكثافة في الولايات المتأرجحة من أصل حوالي 7 ملايين مسلم أمريكي، ما يجعل، حسبه، صوت المسلمين الأمريكيين حاسم في الانتخابات.
الجزائر: رضا شنوف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.