حثت المفوضة السامية للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، كاترين آشتون، مسؤولين جزائريين على أهمية تقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر البلد وانضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة. هنأت المفوضة السامية للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية كاترين آشتون، أول أمس، في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصّه بها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الجزائر على الإصلاحات التي باشرتها »لتحقيق المزيد من التقدم«، وقالت في هذا الشأن: »إنه لشرف كبير أن أتواجد بالجزائر، وبالرغم من قصر الزيارة إلا أنها هامة«. وأكدت المسؤولة الأوروبية أن زيارتها »شكلت فرصة للتحادث مع مسؤولين جزائريين حول التحديات الاقتصادية«، وأضافت آشتون: »لقد تطرقنا إلى أهمية تقديم دعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر البلد«، كما أكدت أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعد العمود الفقري »الحقيقي« الذي يقوم عليه الاقتصاد، وأوضحت في ذات السياق أنه تم التطرق خلال محادثاتها مع رئيس الجمهورية إلى »العلاقات القائمة على الصعيد الاقتصادي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي« وكذا »بحث فرص تعزيزها أكثر فأكثر«، وتابعت: »تحدثنا كذلك عن أمل الجزائر في الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة«. وعلى الصعيد السياسي، سجلت المفوضة السامية للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بارتياح »تطبيق« 17 من أصل 38 توصية واردة في قرار بعثة ملاحظي الاتحاد الأوروبي خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في الجزائر يوم 10 ماي الماضي، وقالت بخصوص لقائها مع الرئيس بوتفليقة: »لقد تطرقنا إلى مسألة حقوق الإنسان وضرورة تطوير المؤسسات السياسية للبد أكثر فأكثر«. أما على الصعيد الدولي، أكدت كاترين آشتون أنها تطرقت مع رئيس الدولة إلى »التحديات« والمشاكل التي تطرح بمالي ومنطقة الساحل، مضيفة على هذا المستوى بالقول: »أقدّر كثيرا وجهة نظر الرئيس بوتفليقة ومعرفته وقد استفدت منهما« فيما يتعلق بهذه المسألة، كما أوضحت أنها تطرقت مع رئيس الجمهورية إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وبلدان المغرب العربي، ولفتت إلى أن هذه المسألة »تعدّ محل بحث عميق على مستوى الاتحاد الأوروبي«. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، عمار بلاني، قد أكد عشية زيارة آشتون إلى الجزائر بأن »هذه الزيارة ستسمح بمواصلة وتعميق الحوار حول واقع وآفاق العلاقات القائمة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة والتعاون القطاعي قصد تعزيزها أكثر بما يخدم مصلحة الطرفين«، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالوضع في مالي وفي منطقة الساحل وشرق المتوسط بصفة عامة. ويذكر أن زيارة آشتون للجزائر توجت بالتوقيع على اتفاقيات لتمويل ثلاثة مشاريع تعاون متعلقة بقطاعات النقل والثقافة وتشغيل الشباب، حيث تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها للمسؤولة الأوروبية إلى الجزائر »تدل على الأهمية التي توليها الشراكة الأوروبية لتعزيز حوارها وتعاونها مع الجزائر«. وتعليقا منها على الاتفاقيات الموقعة مع الجزائر قالت المسؤولة الأوروبية بأن »العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر هامة« وأن الاتفاقيات الثلاثة الموقعة »لتعبير على هذه الأهمية«، واغتنمت المناسبة للتركيز على الجانب الثقافي وحماية التراث والإلحاح على ضرورة الاستثمار في الشبيبة، واستطردت تقول: »يكتسي قطاع النقل من جهته طابعا حيويا بالنسبة للمواطنين وآمل أن الاتفاق الذي وقعناه سيمكن من إعطاء دعم إضافي للمنشئات التابعة لهذا القطاع«، لتخلص إلى أن »هذه الاتفاقات تعبير عن إرادة الاتحاد الأوروبي في العمل مع الجزائر على تعزيز التعاون بين الطرفين«.