أكّد الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، استعداد تل أبيب لتوسيع هجومها على غزة بشكل كبير، في حين لم يتطرّق لأيّ تفاصيل تشير إلى إمكانية شنّ هجوم بري على القطاع الذي يتعرض لقصف جويّ عنيف منذ الأربعاء الماضي. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي قبيل اجتماع أسبوعي لوزراء حكومته، إنّ طائرات الجيش الإسرائيلي قصفت ما يزيد على ألف »هدف« فلسطيني داخل غزة، وهاجم حركة حماس قائلا إنّّ الكيان الصهيوني سيعمل على تكبيدها أكبر الخسائر، بينما ألقت الولاياتالمتحدة وأطراف أوروبية أخرى، باللوم على حركة حماس، وحملتها مسؤولية المعارك المتواصلة لليوم الخامس على التوالي. وردّا على التصريحات التي أدلى بها نتانياهو، حذّر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ أمس، من اجتياح بريّ تشنّه إسرائيل على قطاع غزّة، قائلا إنّ الأمر يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي، وأنّه سيقود الدولة العبرية نحو خسارة مزيد من الدّعم الدولي في إشارة فيما يبدو على الدّعم الذي تتلقّاه من المملكة البريطانية. من جهته، أكّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، بأنّه يؤيّد تماما »حقّ إسرائيل« في الدفاع عن نفسها، ودعا لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مبرّرا الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة قائلا إنه ليست هناك دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها. قصف متواصل وعدد الشهداء يفوق ال60 أمس ومع دخول الحملة الجويّة الشرسة التي تشنّها إسرائيل في القطاع يومها الخامس، واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على غزّة أمس، ما خلّف استشهاد 3 أطفال وإصابة أكثر من 12 بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة ومخيم البريج، وذكرت مصادر طبيّة إنّ أحد الأطفال رضيع عمره عام تقريبا. بدورهم أكّد مسعفون فلسطينيون، أن عشرة مدنيين فلسطينيين قتلوا مساء أمس في غادرة جوية إسرائيلية على منزل في غزة وهم أكبر عدد من المدنيين يقتلون في هجوم واحد منذ بدء الحملة الإسرائيلية على القطاع، وقال المسعفون إن ثلاث نساء وستة أطفال ورجل واحد قتلوا في الهجوم على المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق، ليرتفع عدد الشهداء بذلك إلى أكثر من 60 شخصا، ناهيك عن أكثر من 550 جريح. آلة الإرهاب الإسرائيلي تطال وسائل الإعلام استهدفت طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس، برجي »الشروق« و»سوا حصري« في مدينة غزة والذي يتواجد فيهما عدد من المكاتب الصحفية وقنوات فضائية ووسائل إعلام محلية وأجنبية، حيث أسفر القصف عن إصابة 6 صحفيين، وقد تعرّضت منشآت تابعة لقناة »الأقصى« التابعة لحماس و»سكاي نيوز« البريطانية وروسيا »اليوم الروسية« لأضرار جسيمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، في الوقت الذي ذكر فيه قال مسعفون إن موظفا في قناة »القدس« فقد ساقه في الهجوم. قوات النخبة الإسرائيلية في مهمة تدمير صواريخ »فجر 5« كشفت صحيفة ال»صاندي تايمز« البريطانية في عددها الصادر أمس، أنّ القوات الخاصة الإسرائيلية تنفّذ في قطاع غزة عمليات للبحث عن صواريخ »فجر 5« التابعة لحركة حماس وتقوم بتدميرها، وقالت الصحيفة إنّ أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية، جرى تمويههم وكأنهم سكان محليون، وذلك في الوقت الذي تحشد فيه نحو 20 ألف جندي إسرائيلي على الحدود في انتظار اجتياح المحتمل للقطاع. ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه تقارير إعلامية إنّ العملية العسكرية في قطاع غزة تكلّف الميزانية العسكرية الإسرائيلية ما بين 12 و15 مليون دولار يوميا، وفق ما نقلته صحيفة »إسرائيل اليوم« التي أوضحت أنّه وفي كلّ عملية اعتراض صاروخ قادم من قطاع غزة، تخسر خزانة الدولة نحو 60 ألف دولار، وهو ثمن صاروخين اعتراضيين من منظومة القبة الحديدية. عملية »عمود السحاب« تستنزف خزينة إسرائيل وأضافت الصحيفة، أنّ الطلعات الجوّية الإسرائيلية التي تجاوز عددها الألف كلّفت هي الأخرى مبالغ طائلة على حساب الخزينة، وقالت إنّ كلفة الطلعة الجوية لكل طائرة تبلغ بين 130 و190 ألف دولار، وحوالي 25 ألفا للمروحية، فيما تبلغ كلفة تحليقات الطائرات التي تعمل من دون طيار 2500 دولار فقط للطلعة، أمّا استدعاء جنود الاحتياط فإنه مصدر رئيسي آخر للإنفاق إذ يحصل كلّ واحد منهم على حوالي 1800 دولار أسبوعيا، وهو ما جنّب الجيش الإسرائيلي الاستدعاءات إلاّ إلى 16 ألف عنوان على الرغم من حصوله على موافقة الحكومة على تجنيد 75 ألف شخص. المقاومة تكثّف القصف وترعب الصهاينة بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس، استهداف مدينة »هرتسيليا« بصاروخ مطور يطلق لأول مرة، حيث تعتبر المدينة التي تبعد عن قطاع غزة 80 كيلو متراً، من أرقى وأغنى الأحياء في إسرائيل فهي تضمّ سفارات ومنازل دبلوماسيين أجانب ورجال أعمال ويقطنها نحو 87 ألف إسرائيلي، كما أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قصف مدينة تل أبيب للمرة الثالثة، فيما لم تصدر إسرائيل تعليقا رسميا بالشأن. وذكرت كتائب المقاومة الفلسطينية أيضا أنّها أطلقت صاروخين من طراز »فجر 5« وآخر محلي الصنع من طراز »إم 75« أطلق على تل أبيب، وهو ما أشار إليه الجيش الاسرائيلي قائلا إنّ صاروخين أطلقا من قطاع غزة نحو وسط إسرائيل أحدهما سقط في مدينة »حولون« جنوب تل أبيب، بينما أصيب إسرائيليان اثنان في عسقلان إثر قصف صاروخي من قطاع غزة أصاب مبنى سكنيا بالمدينة.