شدد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، على تمسك الجزائر »القوي« بالحوار لتسوية النزاع القائم في شمال مالي، وقال إنه »لم يفت الأوان بعد لاغتنام الفرص التي تتيحها الوسائل السلمية لإعادة السلم والأمن وضمان الوحدة الترابية لمالي«، وذكّر بأهداف ميثاق الأممالمتحدة المكرس للمساواة والسيادة بين الدول، والضامن لحق تقرير مصير الشعوب، الذي يطالب به الشعب الفلسطيني منذ 60 سنة، والشعب الصحراوي منذ 37 سنة. اغتنم وزير الشؤون الخارجية مناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لانضمامها إلى منظمة الأممالمتحدة، ليجدد تمسك الجزائر بخيار الحوار لتسوية أزمة شمال مالي، وأكد مراد مدلسي في كلمة ألقاها أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وعدد من وزراء الحكومة ومشاركين في الاحتفالية التي نظمت أمس، بمقر الوزارة، أنه »لم يفت الأوان بعد لاغتنام الفرص التي تتيحها الوسائل السلمية لإعادة السلم والأمن والوحدة الترابية لمالي«. وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية تمسك الجزائر »القوي« بالحوار، مثلما ألح على ضرورة مكافحة الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« وحركة »التوحيد والجهاد« في غرب إفريقيا »دون هوادة«، مضيفا أن هذه المكافحة يجب أن تكون مرفوقة بإعادة بعث مشاريع التنمية في شمال مالي. كما جدد وزير الخارجية في سياق متصل تمسك بلادنا بأهداف ميثاق الأممالمتحدة »المكرس للمساواة والسيادة بين الدول والضامن لحق تقرير مصير الشعوب، الذي يطالب به الشعب الفلسطيني منذ 60 سنة والشعب الصحراوي منذ 37 سنة«، وأكد في الموضوع نفسه تبنى الجزائر لقيم مؤسسات المنظمة الأممية كالحوار والتعاون، باعتبارهما »أداتين مفضلتين للحفاظ على السلام والأمن الدوليين« ناهيك عن »ترقية التنمية ومحاربة الفقر« على حد ما جاء على لسان الوزير مدلسي. يأتي هذا التصريح موازاة مع إحياء الجزائر الذكرى الخمسين لانضمامها إلى منظمة الأممالمتحدة الموافق لتاريخ 8 أكتوبر 1962 في حفل رسمي أقيم بمقر وزارة الشؤون الخارجية بحضور أعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد، وقد تمّ بالمناسبة رفع العلم الوطني واستمع الحاضرون إلى النشيد الوطني، كما تمّ عرض فيلمين وثائقيين تناول الأول كلمة الرئيس الراحل أحمد بن بلة أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة انضمام الجزائر إلى المنظمة فيما تناول الثاني علاقة الجزائربالأممالمتحدة ومختلف المحطات التي ميزت الدبلوماسية الجزائرية. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد وزير الشؤون الخارجية أن انضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة يمثل »شهادة ميلاد سيادة الدولة الجزائرية المعترف بها وبدستورها وبحدودها الدولية« من طرف الهيئة الأممية. وقال مراد مدلسي إن هذا الانضمام »ليس مجرد إجراء شكلي، بل يمثل شهادة ميلاد سيادة الدولة الجزائرية المعترف بها وبدستورها وبحدودها الدولية من طرف مجلس الأمن الدولي والمؤكد من طرف الجمعية العامة التي رحبت بها )الجزائر( بالإجماع كعضو كامل الحقوق في عائلة الأممالمتحدة«. وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن إحياء هذه الذكرى يكتسي هذه السنة »طابعا خاصا« لكونه يصادف حدثين هامين يتمثلان في الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاستقلال الجزائر واليوم العالمي للأمم المتحدة، وتحدث عن علاقات التعاون بين الجزائر والمنظمة الأممية، حيث ذكر وزير الشؤون الخارجية بالاتفاق الإطار للتعاون الاستراتيجي 2012-2014 الموقع مؤخرا بين الحكومة الجزائريةوالأممالمتحدة، الذي يشهد كما أضاف على التعاون المثمر الذي يجمع الجانبين. من جهة أخرى أعرب مدلسي عن »امتنان وتقدير« الجزائر لكل من ساندها خلال ثورتها المظفرة مذكرا ب »تضامن« العديد من البلدان والشعوب الشقيقة والصديقة المحبة للسلام والحرية بما فيها الشعب الفرنسي دون نسيان أعضاء اللجنة الإفريقية-الآسيوية في الأممالمتحدة، وكذا وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية برئاسة الراحل جون كنيدي إلى جانب القضية الجزائرية. واغتنم مدلسي هذه المناسبة ليترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية الذين كان إيمانهم راسخا باستقلال الوطن وحريته وكرامته، كما ترحم على أرواح موظفي منظمة الأممالمتحدة الذين راحوا ضحية العدوان الإرهابي الذي استهدف مقر الهيئة الأمميةبالجزائر العاصمة في ديسمبر2007.