يشرع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، في زيارة إلى موسكو بداية من الاثنين، حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والعديد من المسؤولين الروس، من أجل التشاور في قضايا تهم البلدين. تكتسي زيارة عبد القادر مساهل إلى روسيا الاثنين، أهمية بالغة، حسب تصريح الناطق باسم الخارجية عمار بلاني إلى وكالة الإنباء الجزائرية، أمس، حيث جاء في التصريح أن الزيارة تندرج ضمن اللقاءات التشاورية المنتظمة بين البلدين، ولذلك سيلتقي عبد القادر مساهل كل من ميخائيل مارجيلوف الممثل الخاص لرئيس الفدرالية الروسية للتعاون مع الدول الإفريقية، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الفدرالية- الغرفة العليا للبرلمان-. كما سيتحادث الوزير مع ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للفدرالية الروسية من أجل الشرق الأوسط و نائب وزير الشؤون الخارجية. وحسب تصريحات عمار بلاني فإن أجندة الوزير عبد القادر مساهل تتضمن محادثات مع الوزير الروسي للشؤون الخارجية سيرغي لافرورف. ويتضح من خلال نوعية وطبيعة المسؤولين الروس الذين سيلتقيهم الوزير مساهل أن موضوع الأزمة المالية سيكون على طاولة المحادثات خصوصا وانه سيلتقي مع ميخائيل مارجيلوف الممثل الخاص لرئيس الفدرالية الروسية للتعاون مع الدول الإفريقية، إذ من المفترض أن يعرض مساهل مع ممثل الرئيس الروسي المكلف بإفريقيا، الطرح الجزائري القاضي بمنح فرصة للحل السياسي التفاوضي بين مختلف مكونات المجتمع المالي، خاصة في ضوء المستجدات الطارئة بعد قبول كل من حركة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الانتقالية في باماكو، وهو ما رحب به رئيس الحكومة الانتقالية الشيخ موديبو ديارا، فضلا على هذا قدمت الحركتين تنازلات لإنجاح الحوار، يحدث هذا في وقت يعرف فيه خيار التدخل العسكري تراجعا وضعفا في لهجته بعد تصريحات رومانو برودي المبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الساحل أن التدخل العسكري إذا كان فانه لن يكون قبل سبتمبر القادم، وهو ما يعني أن فرصة إنجاح الحل السياسي تبدو كبيرة، سيما إذا دعمت روسيا الطرح الجزائري في مجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع للبث في مسالة التدخل العسكري في مالي قبل نهاية الشهر الجاري، على أساس اقتراح مجموعة »الايكواس« المقدم من قبل الاتحاد الإفريقي والقائم على إرسال 3300 جندي إلى شمال مالي. في سياق ذي صلة ستكون الأزمة السورية وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على غزة محور المحادثات الجزائرية الروسية. وفيما يتعلق بالملفات الثنائية، فقد سبق للسفير الروسي السابق لدى الجزائر فاليري يغو شين أن دعا بلاده إلى تكثيف التعاون مع الجزائر وتطوير العلاقات الثنائية سيما في الجانب العسكري والتقني، وتنفيذ العقود المبرمة بين البلدين في هذا المجال والمقدرة قيمتها المالية ب7.5 مليار دولار، وأضاف نفس المسوؤل أن الجزائر تعرف جيدا قدرة روسيا في مجال التصنيع العسكري، فضلا على هذا فان العديد من الضباط الجزائريين تلقوا تكوينهم في روسيا، لذلك على موسكو المحافظة على السوق الجزائرية. وتشهد العلاقات الجزائرية الروسية تطورا كبيرا وتطابق في وجهات النظر في عديد القضايا الدولية وهو ما يجعل من زيارة مساهل قبل التئام مجلس الأمن الدولي بخصوص مالي ذات دلالات هامة.