يتوجه غدا المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إلى موسكو في زيارة سيكون الملف المالي أهم نقطة في المحادثات مع المسؤولين الروس، وذلك عشية اجتماع لمجلس الأمن للنظر في الخطة التي وضعتها مجموعة غرب إفريقيا للتدخل شمال مالي، وأكد أمس بيان لوزارة الخارجية أن "الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل غدا الاثنين المقبل بزيارة إلى موسكو في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين"، وأوضح أن مساهل سيجري خلال زيارته محادثات مع ميخائيل مارجيلوف الممثل الخاص لرئيس الفيدرالية الروسية للتعاون مع الدول الإفريقية"، بشكل يؤكد أن الأزمة في مالي ستكون محور الزيارة بحكم أن المحادثات ستكون بين الشخصية المكلفة من الرئيس الروسي بمتابعة الوضع في الساحل وإفريقيا بصفة عامة. كما سيتحادث عبد القادر مساهل مع الوزير الروسي للشؤون الخارجية سيرغي لافرورف. وتعد هذه الزيارة تحركا من الجزائر باتجاه روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن، حيث سيناقش المجلس خلال أيام الخطة الإفريقية بدعم من فرنسا التي تستعجل تدخلاً عسكريًا شمال مالي، وكانت مجموعة دول غرب إفريقيا (إكواس) قررت نشر قوة إفريقية قوامها 3300 جندي شمال مالي عقب قمة بأبوجا النييجيرية مؤخرا، وسيتم إحالة المشروع لمجلس الأمن الذي منح المجموعة مهلة 45 يومًا لتقديم مخططها حول التدخل في شمال مالي تنتهي في ال 26 من نوفمبر الجاري. وقال مساهل عشية هذه الزيارة في تصريحات إعلامية "إن الحل العسكري في مالي يبقى آخر ورقة يمكن اللجوء إليها بعد استنفاد كل الحلول السلمية الأخرى، وهذا لم يحدث بعد"، وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في تصريحات سابقة إن "الدول التي اختارت التدخل العسكري بدأت بالتراجع تدريجيًا عن قراراتها". وعن سبب ذلك، أوضح أن الجزائر "لمست تطورات مهمة مؤخرًا تتمثل في إعلان أنصار الدين وحركة تحرير أزواد عن حوار جاد مع الحكومة المالية وإعلان أنصار الدين عن رفضها للإرهاب والجريمة وعدم مساندتها للتطرف في المنطقة"، وأعلن رئيس الحكومة المالية مؤخرًا استعداد باماكو للحوار مع حركتي الأزواد وأنصار الدين اللتين تمثلان طوارق الشمال، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي دعا باماكو إلى فتح حوار مع الحركات التي تمثل التوارق في الشمال. كما أبدت حركة أنصار الدين استعدادها للتخلي عن تطبيق الشريعة في كل أنحاء مالي والبدء بمفاوضات مع السلطات المالية "للتخلص من الإرهاب والحركات الأجنبية"، وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة لمنطقة الساحل رومانو برودي مؤخرا، إن الخبراء متفقون على القول بأن عملا عسكريا في شمال مالي لن يكون ممكنا إلا في سبتمبر 2013. وأكد برودي "كل الخبراء (السياسيين والعسكريين) متفقون على أن التدخل العسكري لا يمكن أن يحدث إلا في سبتمبر 2013، وأضاف برودي يجب إعداد العمل العسكري ليكون ذا مصداقية. وإن مهمتي هي القيام بكل ما استطيع من أجل السلام وتفادي الحرب" داعيا إلى البحث عن حل سياسي في مالي والساحل. وفي 8 نوفمبر أثناء زيارة للجزائر أعلن برودي الموقف ذاته، مؤكدا أن العمل العسكري سيكون "الحل الأخير".