حياة الأمة، تمر بمرحلة حاسمة، فقد كانا اليومين الأخيرين حافلين بالأحداث المصيرية، خاصة الخميس الكبير، الذي لمس مستجدات الثالوث القومي للعالم العربي وهم، فلسطين، مصر، الجزائر. حيث كانت الأضلاع الثلاث مشتركة في عملية التصويت. فكان يوم تاريخي، لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، بأغلبية 138 صوت مقابل 9، وامتناع 41 صوت، ويسعى قرار هذا المشروع بالاعتراف القانوني بفلسطين، ويرفع مستوى تمثيلها إلى دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية. وكان هذا بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قام بخطاب في افتتاح جلسة الأممالمتحدة لأعضاء الجمعية العمومية، وقدم على غراره هذا الطلب. وندد رئيس الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، على خطاب أبو مازن في الأممالمتحدة ووصفه بأنه، عدائي وسام، وليس خطاب رجل يسعى إلى السلم. وتبدو هذه الخطوة جد إيجابية في حياة الأمة العربية، لأن اكتساب صفة الدولة المراقبة لا يمكن فلسطين من التصويت على القرارات، ولكنه يمنح للدولة الفلسطينية اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتزامنا مع هذه الأحداث، كان هناك حراك سياسي، قانوني، دستوري مهم، يمس دولة تمثل عمود من أعمدة القومية العربية وهي، مصر، حيث سعت الجمعية التأسيسية المصرية إلى التصويت على مسودة الدستور الجديد، وهذا كونه استباقاً للمحكمة الدستورية التي ستنظر إذا كان بإمكانها حل الجمعية التأسيسية، غداً. وكانت دوامة هذه المواجهة بين السلطة القضائية المصرية، والرئيس محمد مرسي، منذ الإصدار الرئاسي ذو الصلاحية الواسعة، الذي صدر بموجبه إعلان دستوري لقي معارضة شعبية وسياسة شرسة في الشارع المصري. ويأتي هذا كله، في الوقت الذي تقدم فيه الشعب الجزائري في 48 ولاية، وأكثر من 1541 بلدية، إلى صناديق الاقتراع، فأدلى بصوته إلى الحزب الذي لبّى انشغالاته، وأعطى ثقته للأشخاص الذين رأى فيهم الكفاءة اللازمة لخدمة منطقته، حيث كان هذا الموعد حافلاً بالمنافسات من أجل الظفر بالمقاعد المقسمة على رؤساء المجالس الشعبية البلدية والولائية. وبالفعل وصل الشعب الجزائري إلى الوعي السياسي الذي يتوافق معه هذا المستوى من الثقافة، ودرجة راقية من النضج، لاكتساب الرؤية الصحيحة للاستحقاقات الوطنية. فالديمقراطية في بلادنا أصبحت مبدأً هاماً في كل انتخابات، منذ أكثر من عقدين، حيث تشكل أساساً يعتمد للتنافس بين الأحزاب والتيارات، يمنح بموجبه كل عضو في الهيئة حق الترشح والانتخاب للمواقع أو المناصب المختلفة. إن الجزائر التي تلعب دور هام في تقرير مصير الأمة، والتي تعتبر الضلع الأساسي في مثلث القومية العربية، وذلك مما تقوم به من المواقف الحاسمة والمصيرية في منطقة المغرب العربي الكبير، على غرار ما تقوم به مصر من مساعي في الشرق الأوسط، وطبعاً لا ننسى القضية الفلسطينية التي تمثل عصب القومية التي نكافح دائماً من أجلها