كرست النتائج التي أفرزتها محليات الخميس الفارط، مقارنة مع نتائج اقتراع 2007 احتفاظ الأفلان بأغلبية مقاعد المجالس الشعبية البلدية واحتفاظ الأرندي بدوره المطارد للحزب العتيد، وفي ظل الارتفاع المسجل في نسبة المشاركة في ثاني انتخابات منذ إقرار الإصلاحات فإن مفاجأة هذه الانتخابات صنعتها الحركة الشعبية الجزائرية برئاسة عمارة بن يونس باحتلاله المركز الثالث أمام تراجع »الأفانا« وتقهقر الإسلاميين وعودة حزب »الأفافاس«. عرفت نسبة المشاركة في اقتراع تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية الذي جرى أول أمس ارتفاعا طفيفا في نسبة المشاركة مقارنة بانتخابات 2007، فبالرغم من الظروف المناخية القاسية التي شهدتها العديد من مناطق الوطن بحسب ما أكده أمس وزير الداخلية دحو ولد قابلية غير أن نسبة المشاركة المعلن عنها ارتفعت إلى 44.27 بالنسبة للمجالس البلدية و42.84 بالنسبة للمجالس الولائية، مسجلة بذلك زيادة طفيفة مقارنة مع 44.09 و43.47 على التوالي المحقق قبل خمس سنوات، وهي الأرقام التي تسقط سيناريوهات دعاة العزوف وتؤكد كسب آخر اختبار سياسي قبل رئاسيات 2014. وأظهرت نتائج الانتخابات المحلية احتفاظ الأفلان بحصة الأسد من مقاعد المجالس الشعبية البلدية والولائية بحصولها على 7181 مقعد وهو ما يمثل 28.88 بالمئة من العدد الإجمالي للمقاعد، وهي نسبة منخفضة قليلة مقارنة ب 30.5 بالمئة التي تحصل عليها الأفلان في 2007. وبخصوص تجديد المجالس الشعبية البلدية فقد تحصلت جبهة التحرير على أغلبية المقاعد في 132 بلدية من ضمن 1541 بلدية على المستوى الوطني في انتظار الفصل في 332 بلدية تساوى فيها حزب جبهة التحرير في النتائج مع متنافسين آخرين، ورغم ذلك فقد الأفلان عددا من المقاعد على مستوى البلديات التي كان يسيطر عليها سابقا، ففي محليات 2007 حصدت جبهة التحرير الوطني الأغلبية المطلقة في 161 بلدية من ضمن 1541 بلدية على المستوى الوطني، وهي الخطوة التي لا تنقص من سيطرة الأفلان على المجالس المنتخبة والسير بخطى ثابتة نحو الاستحقاقات القادمة. وخلافا للأرندي الذي حافظ على موقعه الثاني مقارنة باقتراع 2007 رغم نجاحه في رفع عدد المقاعد التي فاز بها خلال هذا الاستحقاق والتي قفزت إلى 487 في المجالس الولائية، فإن مفاجأة هذه المحليات صنعها حزب عمارة بن يونس »الحركة الشعبية الجزائرية«، بإحرازها على المرتبة الثالثة في نتائج هذا الاقتراع واستحواذه على 103 مقعد في المجالس الشعبية الولائية- حسب ما أعلنه دحو ولد قابلية- مقابل احتلاله المرتبة الخامسة في المجالس الشعبية البلدية وذلك بتحقيقها الأغلبية المطلقة في 12 بلدية من بين 391 تم فيها تسجيل الأغلبية المطلقة. وتراجعت الجبهة الوطنية الجزائرية برئاسة موسى تواتي إلى المركز التاسع بفوزه ب 9 مجالس بلدية فقط خلال هذا الاقتراع بعد المفاجأة التي صنعها »الأفانا« في 2007 وصعوده إلى المركز الثالث بحصد 1578 مقعد وهو الذي لم يكن له سوى 532 مقعد في 2002. وأمام التقدم الذي حققه حزب »الدا الحسين» بصعوده إلى المرتبة الخامسة بعد أن فاز ب11 مجلسا بلديا بالأغلبية المطلقة، أكدت هذه المحليات استمرار تراجع التيار الإسلامي ممثلا في حركة مجتمع السلم والتكتل الأخضر بعد التقدم الكبير الذي حققته »حمس« في الاستحقاقات المحلية ل2007 و2002، بحيث لم يتجاوز عدد المجالس البلدية التي فاز بها حزب أبو جرة 10 مقابل 54 مجلسا ولائيا بالأغلبية المطلقة، بعدما نجح قبل خمس سنوات في حصد 1495 مقعد على مستوى المجالس البلدية.