حماس تسرع الخطى في اتجاه السلطة الفلسطينية، بالأمس أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل موقفا غير مسبوق، فقد اتصل بمحمود عباس ليقول له إنه يدعم مسعاه للذهاب إلى الأممالمتحدة للحصول على وضع دولة مراقب لفلسطين في الاممالمتحدة. منذ إعلان عباس عن هذا الخيار وحماس ترفضه، ليس لأنها ضد قيام الدولة الفلسطينية، ولكن لأن خيار عباس يعني التفريط في الحقوق الوطنية الفلسطينية، وحماس لا تعترف، رسميا على الأقل، بإسرائيل، وهي تريد فلسطين كاملة غير منقوصة، ولأن المسافة بين الموقفين تبدو بعيدة جدا جاء من يفسر الخطوة الغريبة، فقد قال قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس ان حركته ترحب بالخطوة "بدون التنازل او التفريط باي شبر من ارضنا الفلسطينية من البحر الى النهر"، وإذا أراد الجماعة في حماس أن يمعنوا في الاستخفاف بعقول الناس فسيكون بإمكانهم القول بأنهم سيطالبون الأممالمتحدة بمحو إسرائيل من الخارطة. تكيف حماس مع الوضع الإقليمي يجري بسرعة وفي الاتجاه الذي لم يمكن متوقعا، فنصر المقاومة في غزة تحول إلى سبب للاقتراب من السلطة التي أسقطت خيار المقاومة، وهو ما يوحي بأن اتفاق الهدنة يخفي أكثر مما يظهر، والنتيجة ستكون مصالحة فلسطينية وقد أكد مشعل لعباس حين اتصل به "على ضرورة انجاز المصالحة الوطنية كاولوية وطنية مستفيدين من الاجواء الايجابية بعد الانتصار الذي حققه شعبنا في غزة"، وهذه المصالحة التي ستجري في القاهرة بدأت معالمها تتضح، والتوافق على الذهاب إلى الأممالمتحدة إشارة أولى. الحركة التي كانت تقاوم بالسلاح اختارت السياسة، والسياسة تقتضي تحالفات مع الخارج، والبديل كان الاعتماد على مصر وإخوانها الذين وصلوا إلى الحكم، ولإن الأولوية هي لإعادة ترتيب المنطقة فلا بأس من إسكات البنادق والركون إلى هدنة طويلة لن يتكلم السلاح بعدها أبدا، ورحم الله الشهداء الذين مهدوا طريق السلطة للمنتفعين الذين يؤثرون السلامة، ولك الله يا فلسطين.