أكدت فرق معالجة الجرائم الالكترونية التابعة للأمن الوطني، تزايد الجريمة المعلوماتية، حيث يتم في كل مرة توقيف أشخاص من مختلف الشرائح الاجتماعية، تورطوا في مثل هذا الشكل من الجريمة، على غرار الابتزاز، النصب والاحتيال، القذف والتشهير، وتتراوح أعمارهم مابين 28 إلى 50 سنة، مشددة على ضرورة تكثيف الرقابة من قبل الأولياء في توجيه أطفالهم عند استخدام الانترنيت، لتفادي تعرضهم للتحرش الجنسي والإدمان على المواقع الخطيرة . عرفت الآونة الأخيرة انتشارا واسعا للجريمة بكل أنواعها، التي مست معظم الشرائح الاجتماعية وخاصة فئة الشباب ولكن ما أصبحنا نشاهده ونسمع عنه في الوقت الحالي يختلف تماما عن تلك الجرائم التي كنا نسمع بها، ومنها نجد الجريمة الإلكترونية وما لها من تأثيرعلى حياة الأطفال والشباب، فبعدما كان الانترنيت يستعمل لأغراض نبيلة أصبح اليوم مصدر تورط الكثير من الشباب في هذه الجرائم الإلكترونية. وكان نائب مدير مكافحة الجريمة والمساس بالأشخاص في المنظمة الدولية (الأنتربول) صرح في وقت سابق بأن الجزائر ستعرف ارتفاعا متزايدا في معدلات الجريمة الإلكترونية، موازاة مع رفع مستوى التدفق السريع للانترنيت، مشيرا إلى أن المسألة مرتبطة بتوسع استخدام الإنترنيت وتطور التكنولوجيا الرقمية، مضيفا أنه كلما شهدت الدولة ارتفاعا في مستوى التدفق السريع للإنترنيت تعرف ظاهرة الجريمة المعلوماتية تزايدا، الأمر الذي أدى إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة سواء كان من قبل الأسرة أو الجهات المسؤولة لحماية الأطفال والشباب من مثل هذه الجرائم. ويستغل مرتكبو الجرائم الالكترونية، خبرتهم في أعمال مثل التجسس، النصب والسرقة والأسوأ من ذلك يستغلون براءة الأطفال لارتكاب أبشع الجرائم في حقهم ، فهم في كثير من الأحيان يكونون عرضة للتحرش الجنسي والإدمان على الشبكة بصفة عامة و المواقع الاباحية بصورة خاصة. وحسب مصالح الأمن، فإن مخاطر الجريمة الالكترونية كبيرة على الطفل الذي في كثير من الأحيان يكون عرضة للتحرش الجنسي والإدمان على شبكة الانترنيت، حيث تم معالجة عدد من القضايا تتعلق بالتحرش الجنسي على الانترنيت. وفي هذا الإطار أكدت الأخصائية النفسية جويدة آيت سي اعمر، أن هناك أطفال لهم لقاءات مشبوهة في الانترنيت، تلقوا إغراءات لممارسة الفعل المخل بالحياء، كما تعرض بعضهم لمواقع إباحية صادمة، هذا ما يؤكد أن الأطفال ليسوا بمنأى عن الجريمة الالكترونية في ظل غياب للسند القانوني يكفل لهم الحماية من التعرض لهذه المواقع، مؤكدة في ذات السياق أنه أمام هذا الانتشار الواسع لمثل هذه الجرائم كان ولا بد من دق ناقوس الخطر وتوعية الآباء والأمهات وبشدة بعدم ترك أبنائهم بمفردهم لإجراء الدردشات المصورة مع أصدقائهم أو معارفهم لتفادي الحديث مع أشخاص آخرين يقومون بتتبع خطواتهم، من خلال اختراق المواقع وفتح الدخول على المكالمة دون علم الطرفين، خاصة بعد الاستعمال الواسع للفايسبوك من طرف الأطفال والشباب الذين أصبحوا مدمنين على شبكة الأنترنت، كما تعتبر الكاميرا المثبتة على الفايسبوك خطيرة –تضيف - على الخصوصية الفردية خاصة عندما يقبل أفراد على استخدامها للمراقبة والتجسس باعتبار عملية الدخول على المحادثة متاحة لكل من يعرف البريد الإلكتروني، مما أوجب تكثيف الرقابة من قبل الأولياء في توجيه أطفالهم عند استخدام الانترنيت وتوضيح المخاطر الناجمة عن هذه المواقع ومنها الإدمان على الألعاب الإلكترونية ومدى تأثيرها على نمو الطفل، حيث تدفع بالكثير من الأطفال إلى استخدام العنف ،التنافس الخاطئ والدخول في عالم الخيال والوحدة، مما ينعكس على بناء شخصية الطفل، موضحة أن هذه الألعاب تجعل من الطفل أكثر أنانية وانطوائية وغير قادر على اكتساب آليات التفاعل مع الآخرين. وأشارت محدثتنا إلى أن مصالح الأمن والجمعيات الناشطة في مجال الطفولة، سبق لها وأن سجلت حالات، تعرض فيها أطفال لمحاولات الاستدراج للفعل المخل بالحياء عن طريق الاغراء، وكذلك حالات تحرش جنسي، مما يؤكد –تقول- أن الأطفال ليسوا بمنأى عن الجريمة الالكترونية في غياب للسند القانوني يكفل لهم الحماية من التعرض لهذه المواقع مع ضرورة خلق قانون خاص يعاقب على الجريمة الالكترونية . وحسب الأخصائية النفسانية آيت سي اعمر، فإن دور الأسرة يتمثل في الحماية أي مرافقة الأطفال عند دخولهم الانترنيت ، موضحة في ذات السياق أن هناك احتياطات يجب اتخاذها للحد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال في شبكة الانترنيت منها فتح الحوار مع الأطفال، الحديث والإصغاء إليهم ، السعي لفهم ما يبحث عنه الطفل أو يتجاوب معه في الانترنيت ومعرفة الخدمات التي يلجأ اليها الأطفال أكثرونوعية الخدمات التي يبحث عنها. وقد رحبت الأخصائية أيت سي اعمر بما بادر به ناشطون على الفايسبوك من أجل حشد أكبر عدد من التوقيعات قصد حجب المواقع الاباحية في الجزائر. هذه المبادرة التي جاءت انطلاقا من أن الانترنيت أحد أهم الأسباب في انتشار الانحراف الأخلاقي وبسبب المخاوف المتزايدة على الأطفال في ظل غياب الرقابة الأسرية ونقص التوعية،حيث أطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك حملة لحجب المواقع الإباحية في الجزائر لدعوة الشباب من الجنسين إلى المشاركة في توعية المجتمع للضغط على الجهات المسؤولة، وإجبارها على تشفير مثل هذه المواقع، ومن ثم سد الباب أمام الأبعاد النفسية والأخلاقية الخطيرة والسلوكات الشاذة التي تنشرها هذه المواقع في أوساط المستعملين للانترنيت، خاصة وأن معظم الشباب والأطفال الذين يملكون أجهزة كومبيوتر في غرفهم، يقضون الليل بأكمله وهم يسبحون في هذه المواقع، مؤكدين أنه لا يمكن أن يتم الإبقاء على هذه المواقع التي تتسبب في تفسخ وانحلال المجتمع.