أكد رئيس الحكومة الأسبق المجاهد رضا مالك، أمس، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف جيدا موقف الجزائر المستقيم تجاه النزاع الصحراوي، واعتبر أن المغرب يكذب نفسه، موضحا أن فكرة الحكم الذاتي تعترف في حد ذاتها بأن هناك شعب موجود. جدد رئيس الحكومة الأسبق المجاهد رضا مالك، في ندوة الجزائر الدولية الثالثة تضامن الجزائر اللامشروط للقضية الصحراوية، وفنذ مرة أخرى المزاعم المغربية التي تقول إن الجزائر تبحث عن منافذ عبر الأطلسي، معتبرا موقفها من النزاع الصحراوي موقفا مبدئيا. وذكر رضا مالك أن الجزائر الداعمة لحركات التحرر في العالم عامة وفي إفريقيا على وجه الخصوص كان نابعا من مبادئها، وتساءل ما هي مصلحتها في دعم الموزمبيق وناميبيا، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف جيدا أن الجزائر لديها »موقف مستقيم« تجاه النزاع الصحراوي، مذكرا بطلب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية آنذاك جيمي كارتر وساطة جزائرية لحل مشكل الرهائن الامريكييين في إيران. وركز رئيس الحكومة الأسبق على نقطة اتحاد المغرب العربي، حيث قال إنه مادام مشكلة الصحراء الغربية لم تجد طريقها إلى الحل لن نكون قادرين على بناء الاتحاد المغاربي، نافيا أن يكون الشعب الصحراوي يشكل عرقلة لبناء الصرح المغاربي، بل اعتبره همزة وصل. وخاطب رضا مالك المغرب » حان الوقت لحل هذه القضية، واعتبر الوضع القائم ب»غير الطبيعي«، وسجل تأخرا في بناء الاتحاد المغاربي بسبب عدم تسوية النزاع الصحراوي، وراح أبعد من ذلك عندما ربط تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر بحل القضية الصحراوي، قائلا» من يريد أن يبني المغرب العربي الكبير عليه أن يتحرك لحل هذه المشكلة« ودعا رضا مالك المجموعة الدولية إلى الاعتراف بالقضية الصحراوية والتعجيل بتسويتها خاصة وأنها مدرجة ضمن قضايا تصفية الاستعمار وتناقش سنويا، إضافة إلى وجود العشرات من القرارات الأممية التي تنص على حق تقرير مصير الصحراويين، مذكرا بوجه الخصوص على التوصية 1514 التي أقرت بضرورة منح الاستقلال للشعوب المستعمرة. وأوضح رئيس الحكومة الأسبق طريقة احتلال المغرب للصحراء الغربية وعدم اعتراف بسيادتها على التراب الصحراوي من قبل الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية بلاهاي، وأشار إلى اتفاقية مدريد التي تقاسمت بها المغرب وموريتانيا الأراضي الصحراوية المحتلة، موضحا رفض الصحراويين لهذه الاتفاقية، مشددا على عدم خنق صوت الشعب الصحراوي. ورأى المجاهد رضا مالك أن فكرة الحكم الذاتي التي تروج لها المملكة المغربية تعترف بوجود شعب، وعليه فهي تكذب نفسها حين تقول من جانب آخر إنه لاوجود للصحراويين بتاتا، وأن لها سيادة على الأراضي الصحراوية المحتلة، واصفا الصيغة التي يطرحها المغرب ب»غير طبيعية«. ودعا رضا مالك إلى الاستمرار في عملية تصفية الاستعمار من كل بقاع العالم على غرار فلسطين، وذكر بدور الجزائر في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين ورئاستها للجمعية العامة الأممية آنذاك ممثلة في شخص عبد العزيز بوتفليقة حين كان في منصب وزير الخارجية في تعليق عضوية جنوب إفريقيا العنصرية آنذاك، مشيرا إلى التعاون الثنائي بين البلدين حاليا من أجل تطوير القارة الإفريقية جمعاء.