تحاملت المملكة المغربية على الجزائر من جديد ، حيث اتهم رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي في لقاء عقده مع الأمين العام الأممي بان كي مون السلطات الجزائرية بإعاقة ما أسماه ب"جهود الحل السياسي النهائي" في إشارة منه إلى مبادرة الحكم الذاتي، بل ذهب إلى زج البلاد مرة أخرى في الصراع حول الصحراء الغربية رغم أن كل القرارات الدولية تنص على أن النزاع الصحراوي محصور بين طرفين لا ثالث لهما. لا يزال نظام المخزن يكيل التهم للجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة الراعية للسلم والأمن الدوليين من خلال لوائحها وقراراتها ضمن قضايا تصفية الاستعمار، حيث استغل رئيس الوزراء عباس الفاسي فرصة لقائه بالأمين العام الأممي بان كي مون على هامش انعقاد القمة الفرانكفونية الثانية عشر بمقاطعة كيبك الكندية ليدعي أن السلطات الجزائرية تقوم بعرقلة ترجمة خطة الحكم الذاتي على الصحراء الغربية، قائلا إن "الجزائر تعيق جهود الحل السياسي الذي يجب أن يكون موضع وفاق". وعاد المغرب لاجترار تصريحاته التي تزعم أن الجزائر طرف في النزاع الصحراوي الذي دخل هذه السنة عامه ال33 سنة رغم أن كل القرارات الدولية تشير إلى أن القضية الصحراوية تدخل في قضايا تصفية الاستعمار، كما أن اللوائح الأخيرة لمجلس الأمن الذي دعا منتصف العام الفارط إلى الدخول في مفاوضات مباشرة بين الخصمين المغرب وجبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي الذي يطالب بتنظيم استفتاء لتقرير مصيره دون ذكر أي بلد آخر. وكانت الجزائر قد ردت عن الادعاءات المغربية في وقت سابق وأكدت مرارا وتكرار من قبل عدة مسؤولين أنها مع تقرير مصير الشعب الصحراوي وحل قضيتهم وفق الشرعية الدولية، موضحة أن مواقفها تنسجم مع مبادئ ثورة أول نوفمبر المساندة لحركات التحرر في كل أنحاء العالم. وعكس تصريح الفاسي مواصلة المغرب لسياسة التعنت وفرض منطقه القائم على فكرة الحكم الذاتي التي ترفضها البوليساريو جملة وتفصيلا لكونها طرحت سابقا من طرف الاحتلال الاسباني وكذلك في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث عبر عن رفض المملكة المغربية إلى ما وصفه ب"نقطة الصفر" في إشارة منه إلى اشتراط الأممالمتحدة بمباشرة المفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة، وراح يضيف أن المحادثات مع الصحراويين يجب أن تتمحور حول خطة الحكم الذاتي التي تدعمها فرنسا. وتجدر الإشارة هنا أن القضية الصحراوية تشهد حالة جمود منذ سبعة أشهر بعد انتهاء الجولة الرابعة التي انعقدت بمنطقة منهاست قرب نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية دون إحراز أي نتيجة ايجابية تذكر، وتعطل إجراء الجولة الخامسة المرتقب عقدها بعد تعيين المبعوث الأممي الجديد والتي تشير كل التقارير أن الأمر يتعلق بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كريستوفر روس. وكان المبعوث الأممي السابق بيتر فان فالسوم الذي لم تجدد الثقة فيه من قبل الأمين العام الأممي قد أثار غضب الصحراويين بعدما صرح أن "استقلال الصحراء الغربية غير واقعي"، لتقرر جبهة البوليساريو لعد ذلك تعليق المفاوضات المغرب إلى حين تنحيته من منصبه.