نفت سلطات المملكة العربية السعودية أن تكون لها النية في تقليص حصص الدول الإسلامية من الحجيج وقالت إن أمرا من هذا القبيل «قرار سيادي ومن حق أي دولة أن تتخذ ما تراه مناسبا»، وهو ما ينطبق تماما على أداء العمرة، فيما جدّدت التأكيد بأن التحضيرات لخدمة حجاج بيت الله تجري على قدم وساق، ولم تخف تفاؤلها بإنتاج لقاح لفيروس انفلونزا الخنازير قبل نوفمبر المقبل. تأتي تطمينات سلطات المملكة العربية السعودية في وقت أكدت فيه الجزائر على لسان مدير ديوان الحج والعمرة بربارة الشيخ رفضها التنازل عن حصتها من عدد الحجاج المقدّرة ب 36 ألف حاج وذلك في أعقاب التوصيات التي خرج بها الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة العرب قبل حوالي أسبوعين بتحديد سن الحجاج بين 12 و65 سنة، بالإضافة إلى منع النساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة منها الحساسية خوفا من طارئ. وفي هذا الصدد أكد وزير الحج السعودي فؤاد الفارسي أن «منع بعض الدول الإسلامية لمواطنيها من أداء العمرة شأن سيادي لأنه من حقها اتخاذ ما تراه، والمملكة لا تتدخل في ذلك مطلقا»، قبل أن يؤكد في نفس الاتجاه بأن «الاستعدادات قائمة على قدم وساق من قبل كافة الجهات المعنية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ورعايتهم والمحافظة على سلامتهم». والأكثر من ذلك فإن الفارسي أوضح في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام السعودية بقوة، أن قرار إيران منع مواطنيها من أداء مناسك العمرة واحتمال أن يشمل ذلك الحج بسبب انتشار فيروس انفلونزا الخنازير سوف لن يؤثر على عدد قاصدي بيت الله خلال هذا الموسم، بدليل إعلانه أن هناك تزايدا في أعداد المعتمرين لهذا العام يصل إلى 300 ألف. إلى ذلك أعلنت لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية والصناعية بالعاصمة السعودية أن نسبة تشغيل 300 فندق في المنطقة المركزية، سيصل فقط إلى 60 بالمائة، وأشارت إلى أن التخوّف يكمن في رفض بعض دول إرسال مواطنيها لموسمي الحج والعمرة هذه السنة. ومن جهته قال وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة إن بلاده وضعت خطة محكمة، بإشراف كبار الخبراء في العالم من أجل ضمان سلامة المعتمرين والحجاج، ولم يفوّت الفرصة لينصح كبار السن والحوامل ومن يشتكون من الحساسية والربو بتأجيل العمرة والحج هذا العام. وبالموازاة مع ذلك قالت السلطات السعودية إنها متفائلة بإنتاج تلقيح للمرض قبل موسم الحج الذي سيحين موعده في نوفمبر المقبل ومن المرتقب أن يشهد توافد أعداد كبيرة من المسلمين من كل أنحاء العالم، ومعلوم أن عدد حاملي الفيروس في السعودية ارتفع إلى 595 حسب مصادر رسمية، فيما توفي أربعة أشخاص بالفيروس منذ بدء انتشاره في الشهر القليلة الماضية. وعلى صعيد آخر لم تعلن السلطات السعودية أي إجراءات رسمية لتنفيذ توصيات الاجتماع الطارئ الأخير لوزراء الصحة العرب، حيث أكدت أنها لن تقلص حصص أي دولة من الحجيج، لكنها نصحت كبار السن والحوامل والمرضى بتأجيل أداء الحج والعمرة إلى السنة المقبلة تجنبا للإصابة. وجاءت توصيات مجلس وزراء الصحة العرب بعد جدل طويل بين الفقهاء والمفتين فيما إذا كان يجب وقف الحج والعمرة هذا العام خوفا من انتشار المرض الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وباء عالميًّا بعد انتشاره الواسع الذي حدا بالمنظمة إلى وقف رصد أعداد المصابين. وكانت الجزائر أولى البلدان التي سارعت للردّ على هذه التوصيات التي اعتبرتها «مجحفة وغير ملزمة البتة» في انتظار ما ستقرّره منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا المشاورات مع المملكة العربية السعودية. وسبق لمدير ديوان العمرة والحج بربارة الشيخ وأن أكد في تصريح ل «صوت الأحرار» بأن الجزائر لن تتنازل عن حصتها كما ستدافع عن حق الحجاج المسنين القادرين على أداء الفريضة الخامسة دون عناء باعتبارهم في صحة جيّدة.