أكد قال المجاهد عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط أن خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشأن ملف الذاكرة أمام البرلمان قد عرّى وجه الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وأوضح أن تمجيد الاستعمار أصبح خرافة مفضوحة، معتبرا ما ورد في خطاب هولاند تطورا كبيرا وخطوة هامة. قال عبد الرحمن بلعياط في اتصال هاتفي أجرته معه »صوت الأحرار« بشأن خطاب رئيس فرنسا فرنسوا هولاند أمام البرلمان بقصر الأمم بالعاصمة أنه يثبت ويطور ما سمعناه من الرئيس هولاند بخصوص مجازر 17 أكتوبر 1961، وأضاف» قد لمسنا هذا الاتجاه عندما استقبل الحزب السيد هولاند عندما كان يتهيأ للترشح باسم الحزب الاشتراكي للرئاسيات الفرنسية2012«. واعتبر بلعياط ما ورد في الخطاب الأخير خطوة هامة وتطورا كبيرا من رئيس فرنسي يمارس مهامه، وأوضح أن تصريحات حاكم قصر الاليزيه »ترمز إلى تفكير عميق وسليم في نوع هذه المعاناة التي ضربت البشرية وخاصة في طبعتها العصرية أي القرون الأربعة الأخيرة، قاصدا بها الاستعمار أو الاعتداء الأجنبي. وذكر عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني أن فرنسوا هولاند بأفكاره المتقدمة التي تندد بالاستعمار، والده يمين متطرف يفتخر بالجزائر فرنسية آنذاك، ورأى أن الموقف المعلن بالجزائر بصفة رسمية وأمام ممثلي الشعب ليس موقفا شخصيا فقط بل أوضح أن هناك تيار داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي والأحزاب التقدمية، مشيرا إلى أن هذا التيار يعد سندا لموقف هولاند في هذا الموضوع. ومن جانب آخر، أوضح بلعياط أن محتوى خطاب هولاند فكري إيديولوجي وهو ليس محصورا فقط في شخصية الرئيس الفرنسي، وأكد أن هناك تيار داخل فرنسا وأوربا بدا الآن يقر ويعترف بأن الاستعمار احتلال وهو» رجس من عمل الشيطان« وليس فعلا حضاريا في إشارة منه إلى قانون 23 فيفري 2005، قائلا» إن الطبقة المثقفة تعترف أن مقولة الاستعمار فضيلة وعمل حضاري أصبحت خرافة مفضوحة«. كما اعتبر عضو المكتب السياسي للأفلان أن موقف هولاند أخلاقي وسجل تطور في مسألة حقوق الإنسان، موضحا أن الجريمة الأولى ضد حقوق الإنسان هي الاستعمار واحتلال بلاد الغير. وأبدى بلعياط ارتياحه لموقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وصفه ب»التاريخي« لهولاند نفسه وفرنساوالجزائر، وعبر عن رضاه لكون هولاند المنتخب شعبيا قد أدلى بهذا الخطاب في الجزائر، وقال انه اعتراف شامل وكامل باعتباره يحمل تنديدا وتقييما لكل مافعلته فرنسا الاستعمارية، مشيرا إلى إقراره بمشروعية الكفاح الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. وبخصوص دلالة عبارات »مجازر سطيف وقالمة وخراطة« التي جاءت في خطاب هولاند، أكد بلعياط أنه تم ذكرها لأن هذه المجازر تحمل طابعا دوليا وروجت إعلاميا، مضيفا » هذا لا يعني أن الاستعمار اقترف فقط هذه الجرائم بل ارتكب مجازر أفظع طيلة 132 سنة وأبشع من مجازر 17 أكتوبر1961 «، مشيرا إلى محرقة جبال الظهرة ومجازر ضد الزعاطشة وأحمد باي. وخالف بلعياط رأي من يرون أن اعتراف بدون اعتذار لايساوي شيئا،وقال إن ذلك »ليس صحيحا«، موضحا أن الاعتراف قد قام بتعرية وجه الاستعمار الفرنسي في الجزائر.