قبل دخول رمضان هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المعظم ويبدأ الكثير من الناس في دوامة تعليق الفشل في كف لسانه وأذاه عن الناس نتيجة الصوم حيث يعلق الكثير فشلهم على الصيام الذي جعله الله سبحانه وتعالى جنة ووقاية للمسلم من أن يتبع شهواته ويخضع لنزواته وغضبه في الطريق أو في العمل أو في الشارع خلال تعامله مع الناس. وهناك الكثير من الآيات القرآنية العظيمة التي تحث الإنسان على تحمل الأذى وأجره العظيم من الله جزاء لما فعل فقال تعالى في سورة أل عمران وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وقال تعالى في سورة فصلت وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم وقال تعالى وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْق مِمَّا يَمْكُرُونَ . وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح عظمة كظم الغيظ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشَّديد بالصُّرَعَة إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب فقد بين النبي ان القوى الذى لا يقهر الرجال ولكنه الذى يملك نفسه عند الغضب وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جَرْعَة أعظم أجرًا عند الله مِن جَرْعَةِ غَيْظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله والحديث يوضح أن أعظم الاجر عند الله في كظم الغيظ لله وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ كظم غيظًا وهو يستطيع أن يُنفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيِّره في أيِّ الحور شاء. *جوائز ربانية كما أن كظم الشخص غيظه عند ظلمه من أخر يجعله الأقوى ويغلب الشيطان وشيطان صاحبه فعن أنس أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم: مرَّ بقوم يَصْطَرِعون فقال: ما هذا؟ فقالوا: يا رسول الله فلانٌ الصَّريع لا ينتدِب له أحدٌ إلَّا صَرَعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألَا أدلُّكم على من هو أشدُّ منه؟ رجلٌ ظلمه رجلٌ فكَظَم غَيْظَه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من أحب السبل إلى اللَّه تعالى جرعتان: جرعة غيظ يردها بحلم وجرعة مصيبة يردها بصبر وفي حديث أخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس الشّديد بالصّرعة إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب . كما وعد الله عز وجل الكاظمين الغيظ بغرف موجودة في اعلى الجنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنة فقلت: لمن هي؟ قال: للكاظمين الغيظ وللعافين عن الناس وللمحسنين كما أن الكاظم غيظه له أجر الشهيد وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه اللَّه أجر شهيد . كما يرافق كاظم الغيظ الانبياء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء: رجل يدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفي عنه ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردها إلى من ائتمنه عليها ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه اللَّه وورد عن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله- عزّ وجلّ- على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من الحور ما شاء . لكن ماذا يفعل المسلم اذا تعرض للغضب واشتاط غضبا ؟ هنا لابد أن ينفذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فعن أبي ذرّ رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلّا فليضطجع وفي حديث أخر عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أوصني: قال: لا تغضب فردّد مرارا قال: لا تغضب وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه أنّه قال: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فجعل أحدهما تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي أعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الّذي يجد: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم فقال الرّجل: وهل ترى بي من جنون .