نظّم المجمع الجزائري للّغة العربية ندوة علمية عن بُعد تحت عنوان "استعمال الذكاء الاصطناعي في التربية والتعليم"، حديثا، ضمن احتفالات اليوم العالمي للّغة الأم، الذي أقرته منظمة اليونسكو. وكانت الندوة فرصة للاحتفاء باللغة الأم، وللتأكيد على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم، وتعزيز التفاعل بين المعلمين والمتعلمين. كانت الندوة بمثابة منصة علمية متميزة، تناولت موضوعا يشغل الباحثين وصنّاع القرار في مختلف أنحاء العالم. وأظهرت كيفية استفادة التعليم من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير الأنظمة التعليمية، وفتح آفاق جديدة للمعرفة. وافتتحت الندوةَ الدكتورة حدة شرون أستاذة بجامعة "عمار ثليجي" بالأغواط، التي قدّمت مداخلة موسومة ب«أنظمة إدارة التعلم والنموذج البيداغوجي البنوي الاجتماعي". تطرقت خلالها لتعريف الذكاء الاصطناعي، وأهدافه. واستعرضت الآفاق الجديدة التي توفرها المنصات التعليمية في تعزيز التفاعل الاجتماعي؛ إذ يمكن المتعلمين أن يساهموا في بناء المعرفة بدلاً من الاكتفاء بتلقّيها. وأوضحت أن هذه المنصات تتيح للمتعلمين تكيّف المعلومات مع سياقات حياتهم اليومية، لتصبح قابلة للتطبيق. كما ركزت على أهمية نظام Moodle الذي أصبح أكثر انتشارا منذ عام 2002. وتحدثت عن خاصية Plug-in التي تتيح للمعلمين متابعة تقدّم الطلاب، وتوفير المحتوى التعليمي المناسب. وقدّمت أيضا برنامج Vocab Ai الخاص بتعليم اللغات، والذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأسئلة، وتعليم المفردات اللغوية. وتلت المداخلة الأولى محاضرةُ الدكتور أحمد قسوم، أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، بعنوان "تعليم المعالجة الآلية للّغات ونماذج تجريبية في خدمة التربية والتعليم". تناول فيها أهمية المعالجة الآلية للغات كأحد فروع الذكاء الاصطناعي. وأوضح كيفية استخدام تقنيات التعلم الآلي، والشبكات العصبية لفهم اللغة، وتحليل النصوص، وترجمتها. كما عرض نماذج من أعمال الطلاب في المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، تشمل برامج تعليمية متخصصة؛ مثل تدريس التاريخ وفقا للمنهج الجزائري، وبرامج تعليمية للأطفال قائمة على قيم المجتمع الجزائري، بالإضافة إلى برنامج لتحويل اللهجة الجزائرية إلى اللغة العربية الفصحى. وشهدت الندوة مناقشة حيوية؛ حيث تناول المشاركون موضوعات مثل العلاقة بين الباحث الأكاديمي ومعطيات الذكاء الاصطناعي، وأثر التقنيات الحديثة على الجانب المعرفي في التعليم. كما تم التطرق لدور الجامعة مستقبلاً في هذا السياق، في ظل أن المتعلم قد يحصل على مادته العلمية من المنبع نفسه الذي يستقي منه الأستاذ. وأثنى رئيس المجمع الجزائري للغة العربية البروفيسور شريف مريبعي، على المحاضرين والحاضرين. وأشاد بجهود الطلاب في المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، داعياً إلى استضافتهم في المناسبات القادمة للمجمع. كما تذكّر الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح، الذي كان له دور كبير في جمع التخصصات العلمية والتقنية واللسانية في المعهد الذي أشرف عليه، متنبئاً بالتحولات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي في المستقبل.