لو سألت أي مهتم بعالم الصحافة،خصوصا المكتوب منها،ما هي في نظرك الصحيفة الكبيرة والواسعة الانتشار..؟ لأجابك على الفور أن الصحيفة الكبيرة هي ذات المقروئية والتأثير الكبير في الرأي العام المحلي والتي يمكن لها أن تبيع كل ما تسحبه من نسخ دون مرتجعات،والتي يقبل عليها المعلنون بشكل ملف للنظر،بحيث أنها تلبي كل أذواق القراء نظرا لما تصدره من نشريات وملاحق متنوعة..؟ ما دعاني إلى قول مثل هذا الكلام،هو التضخيم الإعلامي الذي نشرته صحيفة وطنية محترمة،مدعية أنها الأولى وطنيا وعربيا،بمعنى أنها تتفوق على الأهرام والجمهورية،الجريدتين المصرتين العريقتين،من حيث السحب والقيمة الفنية الإخراجية،وأيضا من حيث عدد الصفحات وتنوع الملاحق التي تصدر ونوزع مجانا معها كل يوم،وأيضا من حيث عدد الكتاب والمقالات والأعمدة المنشورة بها.. ! إن صحيفة الأهرام على سبيل المثال تصدر في عدة طبعات في اليوم،بحيث لا يقل عدد صفحات الجريدة المشار إليها أحيانا عن 48 صفحة من الحجم الكبير،أي ما يعادل 96 صفحة لجريدة من حجم الطابلويد وهو مقاس الصحف الحالية في الجزائر.. ؟ فهل يمكن بعد هذا أن نقول نحن في الجزائر أننا نمللك صحافة كبيرة تنافس مؤسسة الأهرام العريقة، والتي لها إلى جانب العمل الصحفي مركزا للدراسات الاستراتيجية،بالطبع فعظم الجرائد متقاربة لكن هناك تفاوتا لكن ليس ملفتا .. ! إن الجريدة الكبيرة لا تقاس بعدد ما تسحبه،والذي قد يعود لها في شكل مرتجعات،وإنما الجريدة كبيرة في تميزها من حيث الشكل والمضمون محليا وعربيا،ومن حيث ما تنشره وتعالجه من قضايا،من قبل كتاب وصحفيين مهنيين،آخذين في الحسبان أن نسبة المقروئية قد قلت كثيرا..؟ قد تكون هناك نية تضييق ومحاصرة من قبل البعض لكي يتخلصوا من هذا الكم الهائل من اليوميات والأسبوعيات،لحاجة في نفس يعقوب،مما يدور في الكواليس،لكن لا اعتقد أن السلطات سوف تجاريهم في هذا الاتجاه الذي سيدفع بأفراد وأسر إلى الشارع،لكن دون أن يحقق هؤلاء مآربهم ..؟ خليفة عقون