شرعت مصالح دائرة السانيا بوهران، هذه الأيّام في عملية هدم واسعة للبنايات الفوضوية ستشمثل أزيد من 3500 مسكن خلال هذه الصائفة، من بين ما يفوق 11 ألف سكن قصديري تعتزم السلطات المحليّة إزالتها في الأشهر المقبلة في إطار الاستعدادات لاحتضان الولاية للندوة العالمية ال 16 للغاز المميّع التي بدأ العدّ التنازلي لموعدها المقرّر في شهر أفريل من سنة 2010. أعرب العشرات من أصحاب السكنات الفوضوية التي طالتها آلة الهدم المتواصلة خلال الأسابيع الأخيرة بدائرة السانيا، عن تذمّرهم بعدما آلت عائلاتهم إلى حياة التشرّد بالشوارع، إذ لم يهضموا القرارات المفاجأة التي باغتتهم لتطردهم إلى الشارع في عزّ حرارة الصيف، حيث عبّروا عن استيائهم من العملية التي تستهدف عددا من هذه البناءات في كلّ فترة على مراحل، كان آخرها عملية الهدم على مستوى جوانب من بلدية السانيا وبمدخل بلدية سيدي الشحمي، حيث قامت مصالح البلدية مصحوبة بعناصر الأمن للحيلولة دون حدوث أيّ انزلاقات أو أحداث شغب، بإزالة السكنات الفوضوية في ظلّ أجواء متوتّرة، مع الإشارة إلى أنّ عملية مماثلة كانت على مستوى مناطق تابعة لدائرة السانيا قبل أيّام، وتشمل هذه العملية الواسعة جميع البناءات الخاصّة بالوافدين الجدد الذين احتلّوا مساحات واسعة دون وجه حقّ، والتي ستتواصل لتشمل أكثر من 3500 مسكن بكلّ من عين البيضاء وحيّ قارة وسيدي الشحمي، وفي الوقت ذاته يبدي الكثير من سكّان البيوت القصديرية تخوّفات من الرمي بهم في الشارع هم كذلك، تبعا للبرنامج الكبير الذي أعلنت عنه السلطات المحليّة للقضاء على الطوق المحاصر للمدينة، على طول المنطقة الممتدّة ما بين مطار السانيا الدولي ووسط المدينة، وهو المجال الذي سيكون مسرحا لاستقبال وفود دولية هامّة ستحضر الندوة الدولية للغاز المميّع جي أن أل 16، بعد نحو 9 أشهر، وتأتي هذه العملية التي ستكون معزّزة بمصالح الأمن، في إطار التحضيرات التي تشرف عليها اللجنة الولائية لمجمّع وهران الحضري، حيث سيتّم ترحيل نسبة كبيرة من سكّان البناءات القصديرية موازاة مع ترحيل شطر آخر من سكّان حيّ "بلانتير" حسب البرنامج المسطّر لهذه الصائفة، وجاء التفكير في إزالة هذه المجمّعات الفوضوية بناء على المشهد المشوّه للطابع الحضري للمدينة والذي لن يكون بعيدا عن أنظار الأجانب، كما أنّ مثل هذه الخطوة تمّ التسطير لها في إطار الأحداث الهامّة التي تستقطبها الولاية مثل احتضانها لاجتماع منظمة أوبيك في ديسمبر الماضي، فيما تجري التحضيرات على قدم وساق بالنسبة لجميع اللجان المكلّفة بذلك منها الخاصّة بمؤسّسة سوناطراك، فيما يتعلّق بالإنارة العمومية والنظافة ومفترقات الطرق والمساحات الخضراء.