السكان سيستفيدون من الماء، الغاز، الإنارة والخدمات الصحية والترفيه وقع الاختيار مؤخرا على 5 بلديات نموذجية بالعاصمة للشروع في عملية بناء مراكز مراقبة بكل الأحياء الفوضوية من أجل الحد من زحف القصدير الذي بات البؤرة السوداء للعاصمة، في انتظار تعميم التجربة على البلديات الأخرى، بناء على تعليمة أصدرتها وزارة الداخلية خلال مجلس وزاري مشترك مع وزارة السكن والعمران. ولاية الجزائر شرعت في تطبيق التعليمة على مستوى 5 بلديات نموذجية تأوي أكبر عدد من الأكواخ القصديرية بالعاصمة، ويتعلق الأمر ببلديات، جسر قسنطينة، بوروبة، العاشور، برج الكيفان وحيدرة، أين سيتم تزويد أهم المواقع المشيدة عليها البنايات الفوضوية بالإنارة العمومية، والماء الصالح للشرب، والكهرباء. كما سيتم إقامة مكاتب خاصة بالدرك أو الشرطة من أجل تأمين الأحياء، ومراقبة عملية توسعها، كما ستتخلل العملية أيضا إقامة مراكز شبه صحية لفائدة المرضى، ومراكز أخرى ترفيهية لفائدة الشباب البطال، للحد من مظاهر الانحراف التي غالبا ما يذهب ضحيتها شباب هاته الأحياء، كما ستستفيد أحياء أخرى من مكاتب مخصصة لأعوان الحماية المدنية، وأخرى من مواقف جديدة للحافلات. الهدف من العملية بالدرجة الأولى منع انتشار ظاهرة الأكواخ القصديرية التي أضحت تتنامى كالطفيليات بين ليلة وضحاها، ومن جهة أخرى تحسين ظروف الحياة التي ظلت تحاصر أهالي هاته الأحياء بصفة مؤقتة في انتظار ترحيلهم لسكنات لائقة ضمن برنامج 14 ألف سكن المخصصة لهم. وستتخلل العملية دوريات عبر الأحياء من حين لآخر للجنة مكونة من ممثل عن البلدية، ومفتش العمران، وعضو من شرطة العمران والدرك الوطني. وتشير مصادرنا إلى أن البداية ستكون من بلدية العاشور بإقليم الدائرة الإدارية لدرارية التي تحتوي على 6 أحياء فوضوية في كل من واد الطرفة، حوش منار، السربان1 و2 والباسان، وفافيي. وقد أكد في هذا الصدد النائب المكلف بالبنايات الهشة على مستوى بلدية العاشور، أن البلدية استوفت إجراءات اختيار الأرضية بالموقع المسمى "فافيي" الذي يأوي أزيد من 227 عائلة بمجموع 1400 فرد، حيث سيتم تزويد الحي في الأيام القليلة القادمة بكل ضروريات الحياة، من ماء وغاز طبيعي وإنارة عمومية.وهي نفس الإجراءات التي شرعت فيها بلديتا بوروبة وبرج الكيفان اللتان تتربعان على حوالى 6 آلاف كوخ قصديري حسب ما أكده لنا رئيس بلدية برج الكيفان.بلدية جسر قسنطينة هي الأخرى ستمسها عملية إنجاز مراكز للمراقبة باعتبارها واحدة من أكبر بلديات العاصمة إحتواء للبنايات الفوضوية، لا سيما في الحي المعروف "الرملي" الذي يأوي أزيد من 12 ألف كوخ.كما وقع الاختيار أيضا على بلدية حيدرة التي يتواجد فيها أكبر موقع للبنايات الفوضوية بحي دودو مختار الذي يتواجد به حوالى 1000 سكن قصديري، حيث يجري التحضير حاليا لتزويده بمختلف ضروريات الحياة، وإقامة مركز للحماية المدنية، واستحداث مكتب خاص للاستقبال والاستماع للمواطنين، حسب ما صرح به النائب المكلف بالإدارة والمالية على مستوى بلدية حيدرة. بالموازاة مع هذه العملية، فإن السلطات المحلية تعتزم هدم كل البنايات الفوضوية الجديدة التي تم تشييدها منذ جانفي الماضي، كما ستقوم اللجان التي تم تنصيبها لمراقبة توسع البنايات الفوضوية بعملية تحسيس وتوعية لفائدة سكان هاته المواقع من أجل الإبلاغ عن أية بناية جديدة تم الشروع فيها.