وردت المجلة الفرنسية »أفريك آزي« في طبعتها الخاصة بشهر جانفي ,2013 مقالا تطرقت فيه إلى زيارة الدولة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر يومي 19 20 ديسمبر، موضحة أنه »غادرها وهو على يقين بأن باريس والجزائر مطالبتان إلى توحيد الرؤى في سياق دولي مليء بالتهديدات«. شير ماجد نعمة رئيس تحرير المجلة في مقال يحمل عنوان »الجزائر-فرنساالعهد الجديد«إلى أن السرعة التي لبى بها الرئيس فرانسوا هولاند دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة »كانت توحي أيضا بملفات ثقيلة عالقة موروثة عن العهدة الخماسية لساركوزي، والتي كان لا بد من إعادة فتحها في أسرع وقت ممكن«. كما تساءلت نفس المجلة »عن ما إذا كان سيتوصل إلى العبارات الصحيحة لتهدئة الذاكرتين«، معتبرة أن »المواجهة الطويلة الأمد بين البلدين منذ غزو الجزائر جعلت تاريخهما المشترك مضطربا «، وذكر كاتب مقال مجلة »أفريك آزي« أنه »على الرغم من مبادرات المؤرخين لفائدة الذاكرة المشتركة يستمر كل بلد في صنع ذاكرته الخاصة للأحداث التي لم تعترف بها باريس كحرب إلا في وقت متأخر في 1999« مشيرا أيضا إلى أن فرنسا »اكتفت لعشريات خلت بالحديث عن أحداث الجزائر بإخفاء التعذيب والإعدام التعسفي للمناضلين الوطنيين الذين كانوا يوصفون بالإرهابيين والتجاوزات التي مورست في حق المدنيين على أمل قطع الحبل الذي كان يربطهم بالمقاومة لكن دون جدوى «. ويضيف المصدر أن »الخطوة نحو الأمام التي حاول القيام بها جاك شيراك لفائدة الاعتراف بمساوئ الاستعمار سرعان ما محتها خطوة في الاتجاه المعاكس جسدها مرسوم يشيد بمحاسنه«، مؤكدا بأن إلغاء »المرسوم الآثم تحت ضغوطات الديمقراطيين الفرنسيين التي عقبت الاحتجاجات الجزائرية العنيفة لم يتوصل بعد مضي سبع سنوات من وضع حد للاستنكار«. وعن المشوار السياسي لفرانسوا هولاند كتبت المجلة الشهرية »منحدر من عائلة مزقتها حرب الاحتلال أب يدعم الجزائر الفرنسية وأم مناهضة للاستعمار انضم لهذه الأخيرة قبل أن يجد له مكانا في الحزب الاشتراكي« وحسب المقال الذي استند إلى كتاب هولاند »لقد فرض على نفسه بوضوح تقييم سياسة سابقيه في الجزائر«. ونقلت المجلة أن هولاند »اكتفى بالقليل« و»لم يقدم اعتذارات« ملبيا بذلك دعوة الرئيس بوتفليقة إلى تجاوز »حرب الذاكرة« بحيث صرح أن »الجزائر خضعت طيلة 132 سنة إلى نظام جائر وعنيف وهذا النظام يحمل اسما وهو الاستعمار« وأضاف أن »هذه الآلام تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين« مستشهدا بمجازر 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة »عندما لم تلتزم فرنسا بالقيم العالمية أخضعت أهالي الشرق الجزائري إلى عقاب استعماري أسفر عن مقتل 45000 شخص«. وأشارت المجلة أن هولاند عرف من خلال خطابه السياسي كيف يتفادى الفخ الذي أراد أن يوقعه فيه أولئك الذين يدعون إلى نسيان الماضي الاستعماري المهين من قمع ونهب واستغلال، وأضافت مجلة »أفريك أزي« أن الرئيس الفرنسي »بعد أن اجتاز هذه الخطوة الصعبة أعرب عن إرادته في إقامة علاقات جديدة بين فرنساوالجزائر من خلال طي صفحة الماضي المضطرب. وبشأن الصحراء الغربية كتبت المجلة أنه إذ أكد بقوة أن فرنسا لا تعترف إلا بالأمم المتحدة ولوائحها لتسوية النزاع وأن حق الشعوب في تقرير مصيرها غير قابل للنقاش، تميز الرئيس الفرنسي هولاند عن سابقيه جاك شيراك ونيكولا ساركوزي اللذين دعما موقف المغرب الذي عرقل جهود التسوية.