تجدّدت أول أمس الاحتجاجات في جنوبتونس ضد حزب النهضة تزامنا مع إحياء الذكرى الثانية للثورة، واندلعت اشتباكات بين متظاهرين وعناصر من الشرطة في مدينة بنقردان جنوب البلاد قرب الحدود مع ليبيا ليلة السبت إلى الأحد. وحمل المتظاهرون شعارات ضد حزب النهضة الإسلامي الذي يقود الحكومة، وتجمع حشد من التونسيين المحتجين على سوء الأوضاع المعيشية، أمام مركز الشرطة في المدينة الذي كانوا احرقوه الخميس، وقذفوا عناصر الشرطة بالحجارة فرد هؤلاء بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب تقارير إعلامية فرنسية. كما تجددت مواجهات أعنف مساء السبت، أدت إلى حرق مركز الشرطة من جديد، ونقلت وكالة »فرانس براس«عن متظاهرين قولهم إنهم يحتجون على تصريحات رئيس الوزراء حمادي الجبالي في غدامس حيث التقى نظيريه الليبي والجزائري. وكانت وكالة الأنباء التونسية الحكومية نقلت عن الجبالي قوله إن الدولة تتفهم المطالب الاجتماعية وتحترم حرية التعبير، لكنها لن تتسامح مع المخربين ومهربي المخدرات والمعتدين على مقرات السيادة. من جهة أخرى، رفض الطيب البكوش، الأمين العام لحركة نداء تونس، التعليق عن التناقض قي صفوف حركة النهضة حول الحوار الوطني للمرحلة القادمة، بعد أن صرّح رئيس الحركة راشد الغنوشي بالاستعداد للحوار مع حركة نداء تونس في حين يرفض رئيس مجلس الشورى للحركة فتحي العيادي رفضا قاطعا الحوار مع نداء تونس. وعبر البكوش عن عدم استغرابه من التناقض في مواقف حركة النهضة وقال إنّ نداء تونس لا يريد التعليق عن التناقضات الداخلية في النهضة لأنها ليست مستغربة، مضيفا أن ما يهمّ نداء تونس هو موقف رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي سجل مؤخرا والمعبر عن الاستعداد لقبول الحوار. وأكد الطيب البكوش من جهة أخرى بأنه لا وجود لمؤشرات عملية للاستعداد للحوار بين الطرفين، ولفت النظر إلى أن المرحلة الانتقالية لن تنجح بتواصل التعنت ومجرد ترميم الحكومة مشددا على ضرورة إحداث تغييرات جوهرية في صفوف الوزراء.