أكّد أدريان سولبرغر، الناطق باسم البعثة السويسرية في الأممالمتحدة، أنّ العريضة سلمت أمس إلى مجلس الأمن، بالرغم من أنّ المبادرة يضيف المتحدّث ليست لديها فرصة قويّة لتحقيق الأمر المرجوّ منها، وأوضح أنّ غالبية الموقعين هم من الدول الأوروبية، بينما لم توقّع واشنطن العريضة كونها لا تنتسب إلى المحكمة، إلاّ أنّها تدعم المبادرة بحسب سولبرغر. من جهة أخرى، شدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفض موسكو مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لإطلاق العملية السياسية في سوريا، وقال إنّ ذلك غير قابل للتحقيق، داعيا المعارضة السورية لطرح أفكار من جانبها للحوار مع دمشق في إطار مبادرة الأسد لحلّ الأزمة طرحها خلال آخر خطاب له. إلى ذلك، اعتبر نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنّ السبيل الأوحد لإنهاء أزمة سوريا، هو فرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام تتشكل تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وقال العربي إنه تشاور خلال اليومين الماضيين حول إصدار قرار يتفق مع رؤيته مع الأمين الأممي العام بان كي مون ومبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي. وقال العربي في كلمة له خلال اجتماع استثنائيّ لمجلس وزراء الخارجية العرب، عقد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، إنه بات واضحا أن ما طالبت به الدول العربية منذ مدة فيما يتعلق بتخّل مجلس الأمن وتطبيق الفصل السابع المشار إليه، هو الطريق الوحيد لإنهاء القتال الدائر بين القوات الحكومية وقوات المعارضة منذ ما يقارب السنة. في سياق آخر، كشفت وسائل إعلام سعودية، أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد، يقيم تحت حماية روسية مع زوجته وأطفاله إلى جانب عدد قليل من المقرّبين، على متن سفينة حربية روسية في البحر المتوسط، ونقلت صحيفة »الوطن« السعودية، عن مصادر وسمتها ب»الاستخباراتية« ولم تسمها، قولها إن الأسد يتنقل من وإلى السفينة الحربية بواسطة مروحية تحمله إلى موقع ما داخل سوريا، وينقل بعدها عبر سيّارات عادية إلى قصر الشعب تحت حراسة مشددة، في حال كان لديه موعد لاستقبال رسمي أو بروتوكولي، إلاّ أنّ إقامته تتركّز بالسفينة في معظم الأحيان. وأرجع المصدر بحسب ما أكّدته »الوطن«، إقامة الأسد في المكان المذكور، إلى سببين هما، توفير أجواء آمنة للرئيس الذي فقد الثّقة في الطّوق الأمنيّ القريب منه، كما أنّه بات قلقا من أن اختراق ذلك الطوق أصبح سهلا، أمّا السبب الثاني فهو تسريع خروجه وأسرته من البلاد فيما لو تطوّرت الحالة الأمنية وحقّق »الثوار« تقدّما مفاجئا نحو دمشق أو داخلها، وحاصروا القصر الرئاسي. وفيما يتعلّق بتطورات الأوضاع الميدانية في الداخل السوريّ، قال نشطاء في إفادات لهم لوسائل إعلامية، إنّ غارة جوية على بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة جنوب غربي العاصمة السورية دمشق أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصا أمس، وأوضح النشطاء بأنّ القتلى هم أفراد من عائلتين، معظمهم من النساء والأطفال. يأتي ذلك بعد يوم فقط من سقوط أكثر من 36 قتيلا على الأقل منهم 14 طفلا في عمليات قصف للقوّات الحكومية السورية على مناطق يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحرّ قرب العاصمة، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنّ الحملات الجويّة في الأيّام الأخيرة.