من المقرر أن يعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعا مع نظيرهم الروسي السبت المقبل بالعاصمة المصرية القاهرة في مسعى للتوصل إلى أرضية توافقية لاحتواء تداعيات الأزمة السورية التي توشك أن تدخل عامها الثاني بعد أسبوع. ويتزامن عقد الاجتماع مع الزيارة التي من المقرر أن يشرع فيها كوفي عنان موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى العاصمة السورية في أول مهمة لدى السلطات السورية منذ تكليفه بلعب دور الوسيط في هذه الازمة التي استعصى على المجموعة الدولية تسويتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الأردني ناصر جودة أمس ''أثمن بشكل خاص الفرصة المتاحة اليوم للتحضير للقاء بين وزراء خارجية الجامعة العربية وروسيا والذي سيعقد يوم 10 مارس في القاهرة''. وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسي انه ''نظرا لكون الوضع ملحا في سوريا وحين تكون هناك حاجة لإيجاد مقاربات جماعية للوصول إلى تسوية نرى ذلك فرصة مهمة وثمينة''. والمؤكد ان مسألة تسليح المعارضة ومحاولة إقناع روسيا بالتخلي عن دعمها الثابت للرئيس السوري بشار الأسد سيكون من ضمن أهم النقاط التي سيتم طرحها خلال اللقاء. وتعرف مسألة تسليح المعارضة اهتماما كبيرا في مختلف اللقاءات والاجتماعات العربية والغربية التي تعقد حول السبل الكفيلة بالإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وسبق لعديد الدول العربية مثل قطر والعربية السعودية أن عبرت عن دعمها لهذا الاقتراح حيث أكد الأمير سعود الفيصل وزير خارجيتها انه من ''حق'' المعارضة السورية الحصول على السلاح من اجل مواجهة القمع المستمر في البلاد. وأضاف أن ''الأسلحة التي توجه ضد المنازل تستخدم خلال الحروب مع الأعداء'' في إشارة إلى ان القوات النظامية السورية تستخدم الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية في مواجهة الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام. وتذهب القناعة القطرية السعودية إلى نقيض موقف روسيا التي أبدت معارضة شديدة ضد هذه الفكرة مفضلة تغليب الحوار لإنهاء الأزمة السورية من خلال جلوس الفرقاء السوريين من سلطة ومعارضة إلى طاولة مفاوضات واحدة. وبالتوازي مع المساعي العربية الروسية ينتظر أن يشرع كوفي عنان الوسيط الاممي والعربي المشترك بأول مهمة له إلى دمشق في مسعى لإقناع النظام الحاكم بقبول بنود المبادرة العربية التي تضمنت فكرة جوهرية تقضي برحيل الرئيس الأسد وتسليم السلطة لنائبه. ويكون الأمين العام الاممي السابق مرفوقا في مهمته بالدبلوماسي الفلسطيني ناصر القدوة والذي اختارته الجامعة العربية ليكون نائبا لكوفي عنان على أمل إقناع أطراف النزاع في سوريا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار ضمن خطوة أولى لتهدئة النفوس والتفكير بعدها في الخطوة القادمة التي يتعين اتباعها. ولكن مهمة عنان ستكون صعبة ان لم تكن مستحيلة في ظل استمرار الفرقاء السوريين بالتمسك بمواقفهم الأولية ووسط استمرار موجة العنف التي تحصد يوميا مزيدا من القتلى. فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس ان المعارك بين القوات الحكومية والمنشقين المنضويين تحت ما أصبح يعرف بالجيش السوري الحر تواصلت أمس بمدينة درعا مما أدى إلى مقتل ناشط حقوقي كان بصدد تصوير المعارك. وبحسب المرصد دائما فإن قوات الجيش قصفت منطقة الرستان مما تسبب في مقتل سبعة أشخاص من بينهم أربعة أطفال. وتتواصل عمليات القصف في الوقت الذي لا تزال فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري يواصلان مساعيهما على أمل إقناع السلطات السورية على منحهما ترخيصا لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان حي بابا عمرو المنكوب بمدينة حمص. وكان رفض الحكومة السورية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى هذا الحي أثار موجة انتقادات حادة على الصعيد الدولي مما دفع بالصين الداعم الثاني بعد روسيا للرئيس الأسد بالإعلان أمس عن إرسال موفد عنها إلى دمشق لإقناعها بالسماح بدخول هذه المساعدات إلى السكان المتضررين بالحي المذكور.