كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفاوضات بين الأطراف حول قضية الصحراء قد تستأنف حوالي منتصف شهر فيفري الجاري، مؤكدا على التزام الهيئة الأممية بدفع مسار المفاوضات إلى الأمام من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاع، مضيفا بأن هناك جهودا جدية يبذلها مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس في إطار التحضير للجولة الخامسة من المفاوضات. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال الندوة الصحفية التي نشطها على هامش القمة 14 العادية للاتحاد الإفريقي التي انطلقت أشغالها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، »نحن بصدد النظر في استئناف جولة من المفاوضات في منتصف شهر فيفري«، وأوضح بان كي مون أن مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس كانت له مباحثات نشيطة مع الأطراف المعنية، مضيفا أن المشاورات غير الرسمية التي جرت في أوت الماضي بفيينا، كانت جد مجدية، ,وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في نفس السياق »سنعمل الآن على تطوير النتائج مع الأطراف المعنية«، وأوضح أنه إذا ما تطورت الأمور في منحى إيجابي، ستكون هناك إمكانية لاستئناف المفاوضات من دون تقديم تفاصيل أخرى، حتى وإن أعطى موعد تقريبي لاستئناف الجولة الخامسة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب. وكان الأمين العم للأمم المتحدة قد أكد على هذا الموقف في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الاسبانية، حيث كشف عن سعيه من أجل عودة طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات التي انطلقت كما هو معروف في 2007 بمنهاست الأمريكية وتحت رعاية أممية. وقال بان كي مون في نفس السياق: »هذا ما تقوم به و ما ستستمر في القيام به الأممالمتحدة و كريستوفر روس، لا يجب أن تكون هناك شكوك في هذا الشأن« مضيفا أن »دور و عهدة الممثل الخاص لا يتمثل في فرض فكرة أو سياسة معينة على طرفي النزاع و هما جبهة البوليساريو و المغرب. و كان المغرب و جبهة البوليساريو قد باشرا في جوان2007 مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة من بينها أربع جولات نظمت بمنهاست قرب نيويورك واجتماع غير رسمي بفيينا (النمسا) بين 10 و 11 أوت 2009 لكن دون إحراز تقدم حقيقي، وإن كان هذا اللقاء غير الرسمي خصص فقط لتحضير الأجواء من أجل عقد الجولة الخامسة من المفاوضات. ويبدو أن الرسالة الأخيرة التي بعث بها وزير الخارجية المغربي الطيب الفايسي الفهري للأمين العام الأممي كانت عبارة عن محاولة لاستباق الموقف الأممي من مسألة المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في الصحراء ، حيث اتهم المغرب، الجزائر وجبهة البوليساريو، بإعاقة المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية، وقال مسؤول الدبلوماسية المغربية في الرسالة إن الجزائر والبوليساريو، يواصلان الإستراتيجية التي ينتهجانها في العرقلة ووضع الشروط وتحريف مسلسل المفاوضات عن مساره، متهما الجزائر أيضا بالقيام بالدعاية والحملات الممنهجة حول قضية حقوق الإنسان على أساس، ما أسماه بالحالات المعزولة في إشارة إلى الإضراب عن الطعام الذي أعلنته الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر العام الماضي. وذهب المسؤول المغربي في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى بتلك الأطروحات البالية التي طالما رددها العاهل المغربي محمد السادس والتي حاول من خلالها الربط بين النشاط الإرهابي والقضية الصحراوية وقال الطيب الفاسي الفهري انه »في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الصحراء تزايدا في الأعمال الإرهابية وتصاعدا لأعمال التهريب من كل الأصناف فان ضرورة تضافر جهود الجميع أصبحت ملحة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي لفائدة استقرار دول المنطقة وتحقيق رفاهية سكانها وكذا الاندماج المغاربي«، داعيا بان كي مون إلى الضغط على الجزائر لدفعها إلى الانخراط في مسلسل المفاوضات. يذكر أن الرباط اتهمت الجزائر في أكثر من مرة بعرقلة مسار المفاوضات، كما ألقت باللائمة على جبهة البوليساريو وألصقت بها نفس التهمة، وما يفسر هذا السلوك المغربي هو محاولة استدرا الجزائر للدخول في مفاوضات مباشرة مع الرباط بشان الصحراء الغربية، رغم إصرار الجزائر على رفض الدعوة المغربية على اعتبار أن الجزائر ليست طرفا في النزاع القائم، وأما التفسير الثاني الذي يركز عليه العديد من المتتبعين لهذا الملف فيرتبط بالسعي المغربي من أجل فرض الحكم الذاتي كخيار وحيد في المفاوضات مع جبهة البوليساريو، وهو الموقف الذي لا يزال يعرقل المفاوضات ويدفع بها إلى طريق مسدود في ظل إصرار جبهة البوليساريو على طرح أكثر من خيار على الشعب الصحراوي في استفتاء تقرير المصير بما في ذلك الاستقلال الكامل والنهائي عن المغرب.