تشهد خطوط النقل الجماعي الحضري على مستوى ضواحي الجزائر العاصمة فوضى في تطبيق التسعيرة الجديدة التي أعلنت عنها مؤخرا وزارة النقل، وهو ما يتسبب يوميا في شجارات عنيفة بين الزبائن والناقلين خاصة في ظل عدم احترام هؤلاء لمضمون تعليمة الوزارة بحيث أصبح الراكب في الحافلة يدفع مثلا 20 دج على مسافة 500 متر فقط، فيما لجأ عديد الناقلين إلى تجاوز أسعار التسعيرة التي تضمنتها تعليمة الوزارة بفرض مثلا 30 دج على مسافة لا تتجاوز 10 كيلومترات. تمكن الناقلون لغاية الآن من فرض سيطرتهم على الزبائن، من خلال تطبيقهم لتعليمة وزارة النقل المتعلقة برفع السعر، على حسب رغباتهم، وهو ما يتسبب يوميا في شجارات بين الطرفين باعتبار أن الناقلون لم يُطبقوا ما جاء في التعليمة، بحيث هناك عديد الخطوط كانت تفرض تسعيرة مُطابقة لتعليمة الوزارة منذ سنوات لكنها بمجرد إصدار التعليمة لجأ الناقلون إلى رفع السعر من جديد كما هناك بعض الخطوط كانت لجأت خلال الثلاثي الأخير من سنة 2012 إلى الزيادة في السعر وكررت ذلك خلال مطلع السنة الجارية. وتتضمن تعليمة الوزارة، التأكيد على أنه بالنسبة للنقل الجماعي الحضري للمسافرين لمسافة قصوى تقدر ب 30 كلم، تم تحديد سعر النقل ب20 دج لمسافة 10 كلم و30 دج لمسافة 20 كلم و35 دج لمسافة 30 كلم، لكن الغريب في الأمر أن عديد الناقلين على مستوى العاصمة لا يُطبقون هذه التسعيرة، بحيث أصبحوا في بعض المناطق يفرضون سعر 20 دج على مسافة لا تتجاوز 500 متر أي بين موقف وآخر مثلما هو الشأن بالجهة الغربية للعاصمة، كالخط الرابط بين أولاد فايت والشراقة وهذه الأخيرة و»شوفالي«، نفس الشيء بالنسبة للجهة الشرقية بحيث تم اعتماد 15 دج بين موقف وآخر، حتى وإن كانت المسافة لا تتجاوز 300 متر. في السياق ذاته، لجأ الناقلون إلى فرض زيادات تصل إلى 100 بالمئة بالنسبة لبعض الخطوط كالخط الرابط مثلا بين سطاوالي والشراقة الذي انتقل من 15 إلى 30 دج والخط الرابط بين سيدي فرج وسطاوالي الذي ارتفع من 10 إلى 20 دج كما ارتفع سعر الركوب بين سعيد حمدين وأولاد فايت إلى 30 دج بالرغم من كون المسافة لا تتجاوز 15 كلم، نفس الشيء بالنسبة للخط الرابط بين باب الوادي والزغارة، بحيث ارتفع من 15 دج إلى 20 دج بالرغم من كون المسافة لا تتعدى 4 كلم، ما يعني أن التسعيرة القديمة كانت تتعدى الحد الذي تضمنته تعليمة الوزارة، وهو ما سجلناه كذلك بين بن عكنون والأبيار بحيث ارتفع السعر من 15 إلى 20 دج بالرغم من كون المسافة لا تصل 10 كيلومترات مثلما جاء دائما في التعليمة. ولا تقتصر هذه الفوضى في الزيادات على منطقة واحدة بالنسبة للجزائر العاصمة، بل شملت جل الخطوط، وهو ما يتسبب يوميا، حسب ما أكده لنا الناقلون أنفسهم، في شجارات يومية بينهم وبين الزبائن، مرجعين سبب عدم احترامهم لما جاء في التعليمة على مستوى عديد الخطوط إلى كون ارتفاع الأسعار لم يقتصر على قطاع النقل لوحده، وعليه، يقول أحدهم، »5 أو 10 دج أصبحت ليس لها قيمة فكيف لنا أن نعتمدها«، هذا في وقت شدد البعض الآخر على أنهم يُطبقون التعليمة بحذافيرها. وفي دردشة جمعتنا ببعض الزبائن بمحطة تافورة، استنكر هؤلاء هذه الزيادات واعتبروها ضربة أخرى لجيوبهم ونددوا بما أسموه »الفوضى« التي تعيشها خطوط النقل منذ بداية السنة الجارية وذهب أحدهم يقول »أنا أتفرج يوميا على شجارات بين القابض والزبائن وقد وصل الأمر منذ يومين إلى حد استعمال الأسلحة البيضاء بين الطرفين«.