توالت ردود فعل الدول الغربية بشأن العملية العسكرية التي نفذتها القوات الخاصة للجيش الشعبي الوطني لتحرير الرهائن الجزائريين والأجانب المحتجزين في منشأة عين أمناس النفطية وأبدت بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا، أمس، مساندتها للجزائر في حربها ضد الإرهاب هولاند »السلطات الجزائرية أحاطتني علما بكل الخطوات التي كانت تقوم بها لتحرير الرهائن« ● كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول من أدلى بتصريح حول قضية الرهائن المحتجزين من طرف جماعة مختار بلمختار في القاعدة النفطية بعين أمناس بولاية إليزي، مؤكدا أن الأحداث التي تجري في الجزائر عززت قراره بإرسال قوات فرنسية إلى مالي لدحر الإرهابيين في شمال هذا البلد. وقال هولاند إن »السلطات الجزائرية أحاطتني علما بكل الخطوات التي كانت تقوم بها لتحرير الرهائن ، مضيفا»لكن يبدو أن هذه العملية تسير للأسف بشكل مأساوي«. من ناحية أخرى، أفاد مصدر فرنسي لم يكشف عن هويته، أمس، لموقع »فرانس24« أن الجزائر لم تبلغ باريس قبل بدء الهجوم، موضحا أن هذا البلد يتمتع بسيادة، من جهته، أعرب مانويل فالس، وزير الداخلية الفرنسي، عن مساندته للسلطات الجزائرية في حربها ضد الإرهاب. وقال على إذاعة »أر تي أل« إن الجزائر عانت خلال سنوات عديدة من وطأة الإرهاب ، ناصحا بعدم الانتقاد السهل للجزائر عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب. الولاياتالمتحدةالأمريكية »الإرهابيون لن يجدوا ملاذا آمنا في الجزائر« ● صرح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن على الإرهابيين أن يدركوا بأنهم لن يجدوا ملاذا آمنا في الجزائر ولا في مكان آخر بشمال أفريقيا، مضيفا أن »أولئك الذين يهاجمون بلدنا وشعبنا، الولاياتالمتحدة- دون سبب لن يجدوا أي مكان يختبئون فيه« كاميرون يراجع موقفه ويقول إن المسؤولية تقع على الإرهابيين ● من جهته، عدّل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من موقف بلاده إزاء ما يجري في الجزائر، فبعدما صرح أول أمس، أنه شعر »بخيبة أمل« لأن الحكومة الجزائرية لم تخطره مسبقا بالهجوم الذي شنه الجيش، عاد ليؤكد، أمس، أمام برلمان بلاده أن المسؤولية تقع على الإرهابيين، موضحا أن الشعب الجزائري عانى كثيرا من الإرهاب. وأضاف المسؤول البريطاني أن محتجزي الرهائن في الجزائر ما زالوا يشكلون خطرا في جزء من الموقع والموقف غير واضح وخطير. طوكيو تستدعي السفير الجزائري ورئيس الوزراء الياباني يقطع جولته الخارجية ● استدعت السلطات اليابانية السفير الجزائري سيد علي كترانجي لديها على خلفية قضية الرهائن اليابانيين الذي كانوا مختطفين في منطقة عين أمناس باليزي. من جهة أخرى، أعلن رئيس سكرتارية مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدا سوجا، أمس،أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قرر قطع جولته الآسيوية الحالية، وذلك نظرا لتطورات الوضع فيما يتعلق بالرهائن اليابانيين المحتجزين في الجزائر. ونقلت شبكة »إيه بي سي نيوز« الإخبارية الأمريكية عن سوجا قوله، في بيان صحفي، إن آبي حاليا في إندونيسيا، لكنه سيعود فور الانتهاء من محادثاته وعقد مؤتمر صحفي مع الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودهويونو في وقت لاحق، وأضاف أن رئيس الوزراء الياباني ألغى محادثاته بشأن السياسة الخارجية مع مسئولين إندونيسيين إلى جانب عدد من الفعاليات كان من المقرر أن يحضرها، وذلك حتى يتمكن من العودة إلى طوكيو لمتابعة أزمة مالا يقل عن 12 مواطنا يابانيا انقطع الاتصال بهم في عين أمناس الجزائر. وزير خارجية النرويج: »وضع المنشأة النفطية بالجزائر غامض« ● أكد وزير خارجية النرويج، إسبن بارت آيد، أمس، أن الوضع داخل المنشأة النفطية في الجزائر، والتي قامت مجموعة إرهابية بالسيطرة عليها، فجر الأربعاء الماضي، لا يزال يكتنفه الغموض، معربًا عن اعتقاده أن هذه العملية تبدو طويلة. وقال المسؤول النرويجي »إنهم لم يتلقوا حتى الآن معلومات مؤكدة عن مصير الرهائن«، معربًا في الوقت نفسه عن سعادته لتمكن أحد الرهائن النرويجيين التسعة من الهروب بالأمس،وتلقيه حاليًا العلاج في أحد المستشفيات المحلية، مضيفا أن العملية العسكرية لتخليص الرهائن من أيدي خاطفيهم لا زالت مستمرة في منشأة »الحياة« البترولية في منطقة تيقنتورين. وأوضح آيد أن تقييم الوضع الحالي يشير إلى أن أجزاء من هذا المنشأة أصبحت في يد القوات الجزائرية، في حين أن الأجزاء الباقية لا زالت تحت سيطرة الخاطفين، والتي لا يزال يتواجد بها باقي الرهائن، ونوه بأن الوضع يجعل من الصعوبة الكشف عن المعلومات المتاحة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الطائرة المجهزة بالمعدات الطبية وصلت إلى صقلية، وستتوجه إلى الجزائر قريبًا، موضحًا أن الطائرة الأولى التي تم إرسالها موجودة حاليًا في مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة، التي تبعد حوالي 600 ميل من »عين أمناس«، ويمكنها التحرك إلى هناك في أي وقت. ورفض وزير الخارجية النرويجي، التعليق على أداء الحكومة الجزائرية وإدارتها لهذه الأزمة، قائلا:»إن ذلك من السابق لأوانه، لأننا جالسين هنا بعيدًا عن الأحداث وليست لدينا صورة كاملة عن الموقف، ولكن الجانب الجزائري موجود على أرض الواقع، ويعلم تمامًا تداعيات الوضع داخل المنشأة«، وتعهد بتقديم عرض كامل عند انتهاء هذه الأزمة، مؤكدًا أن المهم في الوقت الحالي، هو التركيز على سبل إنقاذ أرواح الرهائن وطمأنة عائلاتهم.