أدى الإرتفاع الخيالي الذي تشهده في الآونة الأخيرة أسعار الذهب، إلى لجوء الكثير من السيدات إلى اقتناء الذهب المقلد أو ما يطلق عليه»الفانتيزي«، هذا الأمر ساهم في انتعاش تجارة بيع هذا النوع من المجوهرات كان السبيل الأنجع للهروب من تلك التكاليف الباهظة سواء بالنسبة للمقبلين على الزواج أو غيرهم من محبي هذا المعدن الثمين. بلغ سعر الذهب مستويات خيالية وهذا باختلاف أنواعه، حيث قدر سعر الغرام الواحد من الذهب الجزائري ما بين 5500 إلى 6000دج، في حين بلغت قيمة الذهب الإيطالي إلى 7000دج خاصة »القرازيلا «و»بولقاري«، بينما تصل القطعة الواحدة من الذهب والممزوجة بالأحجار الكريمة 10000دج للغرام، هذا ما دفع بالكثير من السيدات خاصة الفتيات المقبلات على الزواج الاكتفاء بشراء المقلد منه والذي يباع بأثمان منخفضة نسبيا، إضافة إلى ظهور أنواع منه ذات نوعية جيدة وعلى الأقل لا تبدو مقلدة وتبقى على حالها ولا تفقد بريقها لسنوات عديدة. وفي هذا الصدد أكدت لنا إيناس، مقبلة على الزواج في شهر أفريل القادم أنها ليس لديها مانع من أن ترتدي ذهبا مقلدا، لأنها في الأصل ليست شغوفة بارتدائه لكن ?تقول- أنا مجبرة على لبسه في »التصديرة« وكان بودي شراء الأصلي لكن مصاريف العرس أنهكتني ولم يعد بإمكاني شراء الحقيقي خاصة وأنها اشترت فساتين العرس بأثمان باهظة. من جهتها قالت جازية أن إقبالها على شراء »الفونتيزي« يعود إلى ارتفاع سعر الذهب الذي لم يعد بمقدور المواطن الجزائري خاصة المحدود الدخل من اقتنائه، خاصة مع المتطلبات الكثيرة للحياة، وتضيف» كلما تأتي مناسبة أشتري حلي وأقراط مزيفة وأمضي بها العرس ولا حرج بالنسبة لي في ذلك لأنني كلما ذهب إلى عرس لاحظت أن أغلبية النساء يرتدين ذهبا مقلدا أو فونتيزي«. أما أمينة اعتبرت أن الغرض من شراء الذهب ليس التباهي فقط وإنما ثروة تخبئها ولكن للأسف ارتفاع سعر الذهب الأصلي دفع بالكثير من النساء إلى استبداله بالمقلد الذي أعتبره ?تقول-» كحل بديل تتباهي به النسوة أمام الأخريات، مفضلة ارتداء »الفونتزي« وخاصة من النوع التركي الذي يجلب انتباه كل من رآني أرتديه«. وأوضحت سهام، أم لثلاثة أطفال أن شراءها لمجوهرات البلاكيور سببه غلاء الذهب من جهة وخوفا من السرقة التي تتعرض لها النسوة في الشارع، مؤكدة أنها لا تستطيع الذهاب إلى حفل عرس بدون أن تملأ رقبتها بالسلاسل ويديها بالخواتم، إلى جانب عدم دفع مبالغ مالية من أجل شراء قطعة ذهبية ترتديها فقط في المناسبات. اقتربنا من صاحب محل لبيع الأكسيسورات بالعاصمة، حيث أكد لنا أن إقبال المواطنين على هذا النوع من المجوهرات ليس بالأمر الجديد لكن الطلب على هذه النوعية زاد مع الارتفاع الكبير الذي تعرفه أسعار الذهب الأصلي، مضيفا أن المحل يشهد اكتظاظا مع اقتراب المناسبات أين تقصده شريحة كبيرة من المقبلين على الزواج لأن إمكانياتهم المادية لا تسمح بشراء الذهب الأصلي، وحتى وإن سرقت فهي ليست من الذهب الحر والذي لا يقدر بنفس الثمن على حد تعبيره. وبخصوص أسعار المجوهرات المقلدة، أشار محدثنا إلى أنها تختلف حسب النوعية، حيث يتراوح سعر الخاتم الواحد ما بين 2000 إلى 5500دج، فيما يقدر سعر السلاسل والأقراط المرشوشة بالذهب 2200الى 5000دج، أما سعر طقم من الذهب فيتراوح بين 2200 إلى 6000 دج، أين وجدنا إحدى السيدات بصدد اختيار قطعة لولدها الذي سيقدمها لزوجته بحكم أن المصاريف كثيرة واقتناء الذهب الخالص أصبح أمرا صعبا أمام تكاليف المعيشة الصعبة.