لأن سعره يخطف الأنفاس، لم يعد الذهب يستولي على عقول السيدات كالماضي، فالمنطق فرض ذاته بقوة، ومجرد التفكير في شراء عقد أو خاتم ذهبي يرمي بصاحبته في رواق الأرق والضائقة المادية والاستدانة ومنه المشاكل، وهو الأمر الذي قاد قطعا بالبحث عن البديل الذي لم يبخل به خبراء الموضة، حيث استطاعت الإكسسوارات أن تخطف الأضواء من الذهب، خاصة بعدما تمكنت أغلب الموديلات المعروضة أن ترتدي ثوب الذهب من حيث التصميم واللون وحتى المقاربة، وآخر ما جادت به الأسواق الجزائرية أنواع جديدة من الاكسسورات بقاعدة الذهب الحقيقي لكن 12 و14 قراطا، مع العلم أن الذهب الحقيقي في الجزائر يعني عيارا ب 18 قراطا. خواتم، سلاسل، أطقم متناهية الجمال والجاذبية، أقراط من النوع الرفيع وتتماشى مع الموضة، ساعات ذهبية اللون، سلاسل متلألئة، قلائد، أساور مختلفة الأشكال والأحجام، من وحي الورود والأزهار، هي مجموعة فريدة من الإكسسورات التي يخيل للمتفرج عليها أنها من قطع دار الذهب العالمية وخاصة غرازيلا الإيطالية المعروفة بذهبها الفاخر وحجمها المنتفخ، علاوة على روعة تصميمها، كلها تربعت في واجهات محلات بيع الاكسسوارات التي توزعت هنا وهناك في مختلف المناطق بقلب العاصمة، حيث حرص أصحابها على عرض تشكيلات متناهية الجمال، لدرجة أنه أصبح من الصعب التفريق بينها وبين قطع الذهب الحقيقية، إلا أن الجدير بالذكر أن أسعار الإكسسوارات مغر جدا، خاصة تلك التي تحمل خاصية الصمود لمدة 5 سنوات، بشرط أن لا ترش بالعطر أو الماء، حيث يتراوح سعر طقم من هذا النوع بين 3500دج و6000دج، وهي أطقم كاملة تجمع بين العقد والقرط والخاتم والسوار، أما النوع الثاني وهو الأكثر غلاء يحمل صفة الصمود لمدة عشر سنوات كاملة دون أن يتغير لونه الذهبي الوهاج، إلا أن سعره أكثر غلاء، بحيث يتراوح سعر الخاتم فقط بين 8000دج و000,10دج، والتشكيلة كاملة للزينة يتراوح سعرها بين 35000 دج و50000دج، وأشار عبد الكريم صاحب محل بشارع حسيبة بن بوعلي إلى أن الإقبال على الاكسسوارات كبير خاصة خلال موسم الأعراس، مشيرا إلى أن العرائس أيضا أصبحن يلجأن للإكسسورات لإتمام زينة التصديرة، يقول ''لقد احتلت الاكسسورات بمختلف أحجامها وموديلاتها مكانة خاصة لدى المرأة الجزائرية، وخاصة تلك التي تهتم بمظهرها كثيرا أو من النوع الذي يعشق الذهب، فأنا شخصيا أحرص على عرض موديلات رائدة شبيهة بالذهب الحقيقي، فأغلب الزبونات يعرفن جيدا الأنواع الجديدة، وكذا موضة الذهب في كل سنة، علاوة على الرموز والرسوم والأشكال المعروضة وكل هذا يجعلنا مطالبين بإحضار الجديد دوما، كما أن أغلب الزبونات إما عرائس أو ممن يعشقن أجواء الأعراس ويحرصن على حضور العديد من الحفلات، وقد صادف أن زارت المحل 10 عرائس في يوم واحد، وقد جئن بمعية الأهل أو الصديقات لاختيار الطقم المناسب، وقد نال خيط الروح حصة الأسد من المشتريات خاصة أنه رمز الأصالة الجزائرية''. أما سعاد التي تنوي دخول القفص الذهبي في بداية الشهر المقبل فترى أن الإكسسوار المقلد للذهب هو الحل الأفضل للاحتفاظ بالكرامة في ظل الغلاء الذي عصف بالذهب وأدخله في خانة المستحيل تقول ''صعب جدا إكمال كل مراسيم التصديرة في ظل غياب الذهب، وأنا شخصيا أرفض فكرة السلف أي الاستعارة لأنها تؤدي إلى الكثير من المشاكل، وقد وجدت في الاكسسوارات حلا في ظل التهاب أسعار الذهب، حيث خصصت ميزانية 20000دج لشراء بعض الأطقم والخواتم لأتزين بها يوم تصديرتي وزفافي، وسأعمل للحفاظ عليها حتى تبقى على حالها''. وإذا كانت الكثير من المحلات قد اشتهرت بعرض الأفضل فهناك من بحث عن البديل الحقيقي بسعر أقل حيث عرضت أقلية من المحلات سلاسل وأقراطا وأساور ذهبية بعيار 14 قراطا، جعلت عشاق الذهب من الجنسين يتهافتون عليها، حيث يتراوح سعر الخاتم متوسط الحجم بين 4000دج و7000دج، أما الأساور فبين 5000دج و10000دج يمكن لصاحبتها أن ترتديها في كل الأوقات وأن تضع يديها بالماء وتبللها بالعطر، وتعرف إقبالا كبيرا لدرجة أن زبائن هذه المحلات يختارون المصوغات الفرنسية من الدليل المتوفر لدى الباعة. وترى خبيرة التجميل حكيمة العربي أن الهروب للاكسسورات أصبح الحل الأمثل لغلاء الذهب تقول ''الكثير من العرائس والفتيات أصبحن يفضلن الهروب للاكسسورات وذهب 14 قراطا الذي يعتبر نوعا من أنواع الذهب أيضا، وإن كان سعر هذا الأخير أيضا باهظا نسبيا، إلا أنه مطلوب بقوة، كما أنه يعتبر ذهبا حقيقيا ومتوفرا بأشكال مستوحاة من التراث القديم، عربيا، بدويا، وغربيا أيضا، وهو الأمر الذي يجعل الإقبال عليه كبيرا، وتميل النساء إلى ارتداء مجوهرات متعددة ومختلفة الأشكال، لأنها تعطيها شعوراً بالتجدد والراحة، لذا ترتدي النساء حليا متعددة الأطواق والطبقات لإضفاء مظهر أنيق، ونرى أن المرأة تقبل على التزين بقلادات غير متشابهة، وتبدو رائعة ومناسبة تماماً عند ارتدائها معاً بشكل غير منتظم، وأنا شخصيا أنصح الفتيات بارتداء القلادات حسب نوعية الملابس المختارة، خاصة أن حسن الاختيار يزيد المرأة ثقة بنفسها''.