يفضل الأوراسيون العودة إلى الأصالة والعادات الموروثة بارتداء القشابية كسلاح لمجابهة موجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة غير آبهين بالأناقة الحديثة المستوردة و إغراءات الموضة ●وتعتبر القشابية بالنسبة لسكان منطقة باتنة بمثابة التقليد الراسخ الذي توارثوه عن أجدادهم حيث أكد بعض المواطنين على تشبثهم بارتداء القشابية على الرغم من توفر كل أنواع الملابس العصرية لأن هذا اللباس التقليدي يمثل بالنسبة إليهم أحسن وسيلة تحميهم من برودة فصل الشتاء. وتتنوع القشابية حسب الصنعة وحسب طريقة الطرز واختيار نوع الوبر، حيث يذكر عدد من الخياطين أن ثمن القشابية قد يصل إلى 10 ملايين سنتيم أما البرنوس فيبلغ سعره ال 15 مليون، وهو ما يكسبه بذلك لقب أغلى لباس عربي. كما أوضح أحد الخياطين أن هناك عدة أنواع للقشابية منها ملف الذي يرتديه في الغالب الكهول والشيوخ والكاشمير الذي يفضله الشباب إلا أن أفضل قشابية تكون مصنوعة من وبر الجمل مبرزا أن ثمن القشابية يحدد حسب النوعية والخياطة حيث يتراوح ثمن القشابية المصنوعة من الوبر من 6000 دج إلى 45 ألف دج. ويبدأ الصنع في القشابية من جمع الوبر ومن أول زجة للمخلول والحصول على وبر جيد خاصة أنه يكون أصليا ليس مثل الوبر العراقي الذي يكون بعد موت الجمل، بينما وبر مسعد المسمى العقيقة هو الذي يكون فيه المخلول حيا، ومن ثم تأتي مرحلة طرز الطية باستعمال المنسج ووسائله حيثُ يعتمدُ ذلك على المرأة المتقنة و الخياطة الجيدة على خبرة المرأة في الضغط على خيوط الوبر باستعمال خيوط القيام. وتتراوح مدة الحصول على القشابية من شهر إلى غاية سنة حسب شغل كل امرأة فمن بينها من تعتمد على المنسج وتكون أشغال البيت مرافقة لها، وبمساعدة نساء أخريات تساعد في عملية النسج، وتأتي مرحلة الخياطة حيث يقوم الخياط بطي النسيج المتحصل عليه من طرف المرأة المتمكنة وتبقى على الخياط في صنعته الفنية حسب طلب الزبون أحيانا في طرز خيوط واجهة القشابية. لا العولمة ولا التقليد الأعمى جعل الجزائريين ينسلخون عن أصالتهم بل تمسكهم بالهوية يعدونه جزءا من كرامتهم ليحافظوا على هذا الموروث أبا عن جد.