يُعتبر المجاهد صالح ڤوجيل من بين المقرّبين جدا من الراحل عبد الرزاق بوحارة، فكان النضال الذي جمعهما خلال ثورة التحرير إيذانا ببداية فترة طويلة من الصداقة، وشاءت الأقدار أن تجمع بوحارة وقوجيل في حكومة واحدة في العام ,1979 كما كانا سويا في لجنة إعداد دستور ,1989 إلى جانب فترة نضال طويلة في صفوف جبهة التحرير الوطني. تحدّث المجاهد صالح قوجيل بكثير من التأثر عن صديق النضال عبد الرزاق بوحارة، وقال إن علاقة الودّ التي جمعت بينهما تتجاوز ال 50 عاما، ويختصر شهادته عن الفقيد بالقول: »لقد كان فعلا رجل موافق ورجل مبادئ، لقد كان دائما في خدمة البلاد في أصعب المراحل والظروف.. وفاته اليوم خسارة كبرى«، قبل أن يضيف في اتصال أمس مع »صوت الأحرار«: »الأفكار التي تركها سي عبد الرزاق لا تزال صالحة للتطبيق وعلينا أن نكون في مستوى وفائه للوطن وللحزب«. ويروي »عمي الصالح« بأن أول لقاء جمعه مع عبد الرزاق بوحارة كان في جبال »الونزة« سنوات الخمسينيات من القرن الماضي »لقد التقينا حينها مع عدد من الرجال المجاهدين في معركة كبيرة خضناها في منطقة تسمى مسلولة، وهي المعركة التي خرجنا فيها منتصرين.. لقد كانت تغمرنا حينها حماسة الشباب الغيور على بلده وكان بوحارة من هذا الصنف«. ويحكي قوجيل بكثير من التفصيل عن مسار الراحل بدءا من فترة تكوينه في الكلية العسكرية ب »حمص« في سوريا، مرورا عبر مرحلة الكفاح ضد العدوان المغربي على الجزائر على الحدود الغربية. وأشار محدّثنا في شهادته إلى أن بوحارة كان قائدة الكتيبة التي أرسلها الرئيس الراحل هواري بومدين لصدّ العدوان الإسرائيلي على مصر في العام ,1967 ومن بين أبرز المحطات التي تحدّث عنها قرار تعيينه سفيرا للجزائر في الفيتنام »وهذا التعيين لم يكن عفويا لأن هذا البلد كان في تلك الفترة يواجه الولاياتالمتحدة« على قول صالح قوجيل الذي وصف هذا المنصب بأنه »سفير ثورة«، مضيفا أن الرئيس بومدين زاره حينذاك بعد حادثة تحطّم الطائرة الجزائرية وعلى متنها 15 صحفيا. كما أبرز في ذات السياق المسؤوليات العديدة التي تولاه رفقة بوحارة بعد رحيل الرئيس هواري بومدين، وكانت البداية عندما كان قوجيل مكلف بالمنظمات الجماهيرية في حزب جبهة التحرير الوطني في حين تولى عبد الرزاق بوحارة أمانة التنظيم في الأفلان »لقد عملنا سويا بعد وفاة بومدين على تحضير المؤتمر الرابع حينما تولى الشاذلي بن جديد الأمانة العامة للحزب«، وتابع: »بعدها اشتغلنا سويا في الحكومة عندما كان وزيرا للصحة، وقد غادر المنصب بعد خمس سنوات بعد أن قام بعمل جبّار في هذا القطاع«. ويكشف المجاهد صالح قوجيل بأن عبد الرزاق بوحارة ترك بصمته في حزب جبهة التحرير الوطني من خلال العمل الكبير الذي قام بها إلى جانب الأمينين العامين السابقين، محمد الشريف مساعدية وعبد الحميد مهري، مشدّدا على أنه »ساهمنا مع بعض في التحضير للمؤتمر السادس في أكتوبر 1988 ثم المؤتمر الاستثنائي في العام 1989«، لافتا إلى أنهما كانا سويا في لجنة صياغة دستور 1989 بوصفهما نائبين لرئيس اللجنة حينها مولود حمروش. ودعا في الأخير إلى ضرورة إلى إعطاء الرجل مكانته التي يستحقها بالحفاظ على ما ترك من توجيهات لفائدة الحزب والبلاد على السواء.