سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مولود معمري إمتعض وإنتقد بشدة مستوى حوار فليم ''الأفيون والعصا'' لأحمد راشدي في ندوة تكريمية بفوروم ''المجاهد'' على روح فقيد السينما عبد الرحمان بوقرموح :
في جلسة تكريمية لروح فقيد السينما الجزائرية عبد الرحمان بوقرموح إحتضنها فوروم المجاهد أمس وأدارها الصحفي عبد الكريم تازروت تحدث الفنان سعيد حلمي والباحث والإعلامي ياسين سي أحمد الصحفي بقناة الثالثة الإذاعية المهتم بقضايا الثقافة المتوسطية عن خصاله الإنسانية العالية ومزاياه وعن ولعه بعالم السينما وعن تجربته الثرية الموسومة بالوعي وإستنطاق التاريخ والذاكرة بعيدا عن السلبية. وبحسرة قال صديق الراحل الفنان سعيد حلمي لمادا تقف لجان القراءة في وجه الإبداع وما هي المعايير التي يتم بها إختيار السيناريوهات والمشاريع السينمائية وإقصاء السيناريوهات المقترحة وقال أن هذه اللجان التي تحد من الإبداع والمبدعين حاولت ونجحت في بتر مسار فنانين كبار من الجزائر على غرار الفنان القدير رويشد الذي لا يمكن أن نحتم عليه تقديم حوار مكتوب بدقة ومقولب لأنه معروف عنه الإٍرتجال وهي سمة فيه زادت من حب الجمهور لشخصيته وأداءه كما طال المقص المخرج السينمائي المحتفى به عبد الرحمان بوقرموح وتحدث أيضا على الراحل سيد أحمد سجان وبكثير من الحسرة قال سعيد حلمي بخصوص الراحل عبد الرحمان بوقرموح الذي قال عنه « مات مشتاق تمرة « ولكن للأسف تم توقيف مساره الفني و لم تمنح له الفرصة لمواصلة إثراء الساحة السينمائية الجزائرية بأفلامه الواعية خاصة في مجال الفيلم القصير وتناول في سياقها أهم المراحل التي ميزت إنجاز رائعته « الربوة المنسية « التي أبدعها سينمائيا عن نص الروائي والأنتروبولوجي الراحل مولود معمري حيث إكتشف طاقم عمل الفيلم جوانبه الإنسانية الرفيعة وتواضعه وحسه المرهف وذوقه الجمالي وإدارته الجيدة للمثل . من جهته الراحل أشار الصحفي والباحث ياسين سي أحمد أن الراحل عبد الرحمان بوقرموح عرف عنه الرجل الوطني والمناضل منذ طفولته حيث كانت تأوي عائلته وتستضيف بمنزلها كبار مناضلي الحركة الوطنية على غرار المناضل لمين دباغين والعلامة الشيخ البشير الإبراهيمي كما عرف أنه متواضع وكتوم لكنه عنيد ومثابر لا يرضخ لسطوة الواقع ومشاكله بل يتحداها وقال أنه عان الكثير من أجل تجسيد فيلمه «الربوة المنسية « خاصة أنه كان منبوذا من طرف السلطة الجزائرية بسبب توجهاته وآراؤه ويشكل الفيلم أيقونة سينمائية مفعمة بالإحساس والإلتزام وقمة الوعي بالتاريخ والذاكرة الجزائرية وأشار أن الراحل عبد الرحمان بوقرموح أسس لسينما جزائرية ناطقة بالأمازيغية وهو رائدها وكان يقدم السيناريو للجان بالأمازيغية وكان يرفض دائما وقال أن في أول محاولة للثنائي الراحل عبد الرحمان بوقرموح ومولود معمري تم رفض مشروع فيلم « الربوة المنسية « سنة 1968 وإلتزم الثنائي أنه سيتم تصوير الفيلم في اليونان إذا ما تم رفضه مرة ثانية وأضاف أن المخرج محمد لضر حامينا الحائز على السعفة الذهبية 1976 عن فيلم « وقائع سنين الجمر « أشاد بجهود مساعده في الإخراج عبد الرحمان بوقرموح كما أن الراحل عبد الرحمان بوقرموح إعترف له على فراش المرض بالمستشفى عن حلمه لإنجاز ثلاثية من الأفلام التاريخية تتناول» ماسينيسا « و» يوغرطة « و» المقراني « وكشف أن الراحل مولود معمري إمتعض من مستوى حوار فليم « العفيون والعصا « للمخرج أحمد راشدي وانتقد لغته وقدم المحاضر مقارنة بين الراحل بوقرموح والسينمائي اليوناني الشهير ثيودور أنجيولوبولوس حيث يتقاطع الرجلين في هواجس التاريخ والقادة والهوية والذاكرة والأسطورة المتوسطية إذ قدم بوقرموح فيلم قصير بعنوان « إنزا « وبالمقابل قدم المخرج اليوناني فيلم « رؤية أوليس « ولهما نفس الهاجس البحث في التاريخ كما يتقاطعان في مواضيع أفلام « صرخة حجر» و» الربوة المنسية « و» عصافير الصيف» « ألكسندر الأكبر» . وقد وورى فقيد السينما الجزائرية المخرج عبد الرحمان بوقرموح الثلاثاء الماضي الثرى بمنطقة إيغزر أمقران بلدية أوزلغان بولاية بجاية وقد توفي بمستشفى بيرطرارية بالعاصمة إثر مرض عضال عن عمر ناهز 77 سنة بعد مسيرة حافلة بالإبداع والسينما. إنطلقت مسيرة الراحل عبد الرحمان بوقرموح الذي يعد من مؤسسي المركز الجزائري للسينما في 1963حياته الفنية في بداية الستينيات كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما «ايداك « بباريس وأنجز الفقيد العديد من الأعمال الفنية في أواخر الستينات من أفلام قصيرة و أشرطة وثائقية كما عمل مع المخرج محمد لخضر حامينا كمساعد مخرج في فيلم «وقائع سنين الجمر» الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان «كان» و يعد بوقرموح من رواد الفيلم الأمازيغي الطويل حيث قام بإخراج أول فيلم بالأمازيغية «الربوة المنسية « سنة 1996 المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الكبير مولود معمري و تحصل هذا الفيلم على جائزة الزيتونة الذهبية في الدورة ال 12 لمهرجان الفيلم الأمازيغي في 2012 و قد أنجز أيضا خلال مسيرته الفنية أفلام طويلة أخرى منها «عصافير الصيف» 1978سنة و «كحلة و بيضاء» في 1980 المهدى لأنصار فريق وفاق سطيف و «صراخ الصخر 1986» . ولد عبد الرحمن بوقرموح سنة 1936 وبدأ مشواره الفني في بداية الستينيات كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما «ايداك « بباريس أنجز الفقيد العديد من الأعمال الفنية في أواخر الستينيات من أفلام قصيرة وأشرطة وثائقية كما عمل مع المخرج محمد لخضر حامينا كمساعد مخرج في فيلم «وقائع سنين الجمر» الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان «كان».