نظمت جمعية الجاحظية يوم السبت بمقرها بالجزائر العاصمة وقفة تأبينية على روح المخرج الراحل عبد الرحمان بوقرموح الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي بحضور عدد من المخرجين والفنانين. وبمناسبة هذه الوقفة التوديعية للمخرج المبدع عبد الرحمان بوقرموح ذكرالمتدخلون من زملاء المهنة و من عملوا معه في الميدان ب "مهنية الرجل و تحكمه العالي في تقنيات السينما" كما منوا الروح الشعرية للفقيد التي أضفت على أعماله " نكهة خاصة" ضمن ريبرتوار السينما الجزائرية. وكان لشهادات رفاق المبدع خلال الوقفة وقعا خاصا على الحضور لا سيما الشهادة المؤثرة للممثل سعيد حلمي الذي انصهر مع شريط ذكرياته مع بوقرموح الذي عمل رفقته في عدة أعمال كما ساير مغامراته مع مشروع الفيلم الروائي "الربوة المنسية ". وتوقف سعيد حلمي عند "معاناة" بوقرموح في عملية انجاز هذا العمل الجميل "بسبب نقص الإمكانيات والعراقيل البروقراطية" . من جهته تحدث المخرج لمين مرباح -الذي كان في التسعينات مديرا للمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري- على المكانة الهامة لبوقرموح في مسار السينما الجزائرية منذ بدايتها وعاد للتذكير بوضعية الفنان و ما يعانيه في عمله و صعوبة تحقيق مشاريعه حيث أن "اغلب الفنانين يرحلون كما قال بحسرة تبخر حلم تجسيد مشاريع احتضان بدفء على أمل أن ترى النور يوما ". و شددت خضرة بودهان عضوة لجنة تنظيم مهرجان الفيلم الامازيغي الذي تعامل معه الراحل منذ نشأته على الجانب الإنساني في شخصية بوقرموح و مساعدته للمواهب الشابة في كل مناسبة سواء تعلق الأمر بكتابة السيناريو أو الإخراج. بدا عبد الرحمان بوقرموح -الذي يعد من مؤسسي المركز الجزائري للسينما في 1963- حياته الفنية في بداية الستينيات كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما "ايداك " بباريس (فرنسا). أنجز الفقيد العديد من الأعمال الفنية ( أفلام قصيرة وأشرطة وثائقية )و عمل مع المخرج محمد لخضر حمينة كمساعد مخرج في فيلم "وقائع سنين الجمر" الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان "كان" . و يعد بوقرموح رائد الفيلم الامازيغي الطويل حيث قام بإخراج أول فيلم بالامازيغية "الربوة المنسية " سنة 1996 المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الكبير مولود معمري.