حدد المبعوث الخاص للرئيس الروسي المكلف بالتعاون مع إفريقيا ميخائيل مارغيلوف الهدف الرئيس للزيارة التي قام بها لافروف لإفريقيا والتي شملت كلا من الجزائر وجنوب إفريقيا وموزمبيق وغينيا، بضرورة عودة روسيا إلى القارة السمراء، مؤكدا من جهة أخرى بأن حل الأزمة في مالي يخدم روسيا، كما حذر من خطورة انتشار التطرف في منطقة الساحل الإفريقي. تراهن موسكو كثيرا على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الروسية للجزائر ولعدد من الدول الإفريقية، وحسب المبعوث الخاص للرئيس الروسي في مجال التعاون مع الدول الإفريقية ميخائيل مارغيلوف فإن عودة روسيا إلى إفريقيا قد بدأت، مضيفا »إذا كان الاتحاد السوفياتي في حقبة الحرب الباردة مشغولا بالجغرافية السياسية في إفريقيا فالأولوية اليوم للجغرافية الاقتصادية بما في ذلك التوسع الاقتصادي«، مضيفا بأن الهدف الرئيسي من جولة لافروف الإفريقية التي شملت كلا من الجزائر وجنوب إفريقيا وموزمبيق وغينيا هو الترويج للمصالح الاقتصادية الروسية في إفريقيا. وتسعى روسيا اليوم للعودة عبر بوابة الاقتصاد إلى القارة السمراء التي خسرت مواقع كثيرة وهامة بها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وكان للاتحاد السوفياتي القسط الأكبر من النفوذ السياسي في القارة السمراء في تلك المرحلة، علما أن هذه العودة ليست سهلة في الظرف الحالي مع اتساع رقعة النفوذ الاقتصادي الصيني، ومع سعي فرنسا إلى استعادة نفوذها السياسي والاقتصادي خصوصا بالجهة الغربية من إفريقيا، ونفس الشيء تخطط له الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوربية عل غرار بريطانيا وألمانيا، وهذا على خلفية الاستكشافات الأخيرة في مجال الطاقة، خصوصا البترول والغاز،كما هو الحال في خليج غينيا، وهناك حديث أيضا عن احتمال وجود احتياطات ضخمة من النفط بمنطقة الساحل الصحراوي، التي تنام على كميات كبيرة من المعادن على غرار اليورانيوم المتواجد في شمالي النيجر ومالي. ونقلت وسائل إعلامية روسية عن مارغيلوف قوله بأن »تسوية النزاع في مالي تصب في مصلحة موسكو«، محذرا من انتشار الإرهاب في الساحل الإفريقي، وتزامن ذلك مع الزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الروسية سرغي لافروف للجزائر حيث ألح خلال لقاء جمعه بالمسؤولين الجزائريين على ضرورة تبني الحل السلمي في معالجة الصراعات دون اللجوء إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المعنية وهي »الزاوية التي تنظر منها روسيا إلى الأحداث التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وكذا الأحداث المأساوية التي تعيشها سوريا ومالي«، وحذر المسؤول الروسي من »انتشار التطرف في الساحل الإفريقي والذي أخد أبعادا في التوسع في أراض نائية نسبيا مثل آسيا الوسطى«، أي الحدود الجنوبية لروسيا. وينسجم الموقف الروسي تماما مع الموقف الجزائري الداعي إلى وجوب تغليب كفة الحل السياسي في شمال مالي، ويبدو أن ظروف الحرب التي فرضها التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي قد تدفع بهذا البلد وربما كل منطقة الساحل الصحراوي نحو متاهات أمنية لا نهاية لها، وهو ما حذرت منه الجزائر، ونبهت إليه موسكو التي تتبنى مواقف حذرة من الحرب الدولية على الإرهاب التي تقودها أمريكا وعدد من حلفائها في المنطقة العربية والإسلامية.