ينطلق غدا الأحد بالمدية فعاليات الملتقى الدولي « الدكتور محمد بن شنب والحداثة» ويتواصل إلى غاية إلى 20 فيفري بجامعة الدكتور يحي فارس بالمدية وفيما سيترأس الملتقى الأديب الدكتور وسيني لعرج ومدير الملتقى ميلود بلحنيش مدير الثقافة لولاية المدية. تتشكل اللجنة العلمية من الدكاترة عبد الحميد بورايو رئيسا ، عبد العزيز بوالشعير ، عبد الرزاق بلعقروز ، الطيب ولد العروسي مدير مكتبة العالم العربي بباريس، موسى هصام أعضاءا ومن أهداف اللقاء الأكاديمي الوقوف عند الحداثة، المفهوم، المشروع، في فكر الدكتور محمد بن شنب ،بيان كيفية تلقي الفكر العربي المعاصر لمشروع الحداثة وعلاقات التأثير والتأثر ، الوقوف على حدود وحجم استفادة الفكر العربي من مشروع الحداثة، دراسة المقاربات الرامية إلى صياغة مشروع حداثي عربي مستقل. وحسب ورقة الملتقى تزخر الجزائر بأسماء لامعة تركت أثرا واضحا في نهضتها الحضارية ووثبتها الثقافية، ومن أبرز هذه الأسماء العالم الفذ، الرجل الموسوعة الدكتور محمد بن شنب الذي وهب حياته للعلم والمعرفة فعاش متنقلا بين شتى الحقول المعرفية، البلاغة، المنطق، السّيَر، التاريخ، الثقافة الشعبية، الترجمة، التحقيق، اللسانيات وغيرها. ولقد ارتأينا أن نتوقف في هذا الملتقى العلمي الذي يحمل إسم بن شنب عند قضايا الحداثة باعتبارها منظومة فكرية تطرح نفسها الأنموذج المثالي والوصفة الوحيدة التي تؤمّن الانعتاق من وضع التخلف والانحطاط، وباعتبارها أيضا نتاجا حضاريا وإرثا إنسانيا عالميا يليق بكل مجتمع أو حضارة تنشد التقدم والتطور، تمّ التعاطي معها في وطننا العربي برؤى عديدة واتجاهات مختلفة: بين اتجاه حداثي مطابق للمشروع الحداثي الغربي، واتجاه تقليدي متشبث بالتراث، واتجاه آخر توليدي يغترف من قيم التراث وينهل من قيم الحداثة. وتسليط الضوء على جهود هذا العالم الكبير في مجال الحداثة، آراؤه، مؤلفاته، مواقفه، عرضا وتحليلا ومدارسة ومقارنة، من خلال مداخلات باحثين وأكاديميين من داخل وخارج الوطن في هذا الملتقى العلمي يأتي تكملة لسلسلة الملتقيات والندوات التي سنتها مديرية الثقافة لولاية المدية في محاولة جادة لفتح النقاش العلمي والحوار الحضاري حول هذه القضية المفصلية التي مازالت تشغل العقل العربي. وبخصوص إشكالية الملتقى ستتضمن مناقشة أسئلة تطرح أمام كلّ من يريد أن يقارب مشروع الحداثة كرؤية فلسفية للعالم والإنسان والحياة؛ خاصة إذا كان للإنسان رؤية فلسفية مغايرة لمنظومة المعرفة الغربية المؤسسة للحداثة في التاريخ الأوروبي. ما هو مفهوم العقل العربي لمسألة المرجعية؟ وما هو موقفه منها؟ ما موقف الفكر العربي الذي يروم تحديث المجتمع من الأجوبة التي يقدمها مشروع الحداثة الغربي، عن الأسئلة النهائية والكلية الخاصة بأسباب وجوده ومسار حياته ومآلها؟ كيف يتفاعل الفكر العربي الداعي إلى التحديث مع الأنساق المعرفية والأخلاقية والجمالية التي تسيّر حياة المجتمع الغربي؟ ثمّ هل قيم الحداثة قيم إنسانية أم أنها ظاهرة تاريخية وجغرافية لا تتجاوز دائرة الحضارة الأوروبية؟ ما هي حدود الاستفادة من الحداثة كرؤية وقيمة وممارسة؟ هل الحداثة هي تاريخ تقدّم العقل الغربي فحسب أم هي تاريخ تقدّم الوعي الإنساني عامة؟ وبالتالي يمكن أن تكون أنموذجا إنسانيا عالميا صالحا لأي مجتمع؟ ما هي القيمة الحداثية لفكر النهضة في الجزائر في العهد الاستعماري؟ ماهي طبيعة علاقة الفكر الاستشراقي بالحداثة من ناحية والفكر الكولونيالي من ناحية أخرى؟ ماهو موقع إنجازات ابن شنب ومواقفه وعلاقاته من حركة النهضة في الجزائر والبلاد العربية ؟ ما هي طبيعة هذه الإنجازات وهذه المواقف وعلاقاتها بالحركة الاستشراقية؟ ما الذي حققته من إضافة منهجية للرؤى الموروثة في الثقافة العربية الإسلامية.؟