بدأت صناعة السلالة التقليدية المعروفة ب»الدوم« بدلس ولاية بومرداس تنتعش من جديد وتستعيد مكانتها التي اقترنت سابقا بشهرة هذه المدينة العريقة من خلال الاهتمام المتزايد و جلب انتباه الزائر لمدينة دلس حاليا عودة المحلات التجارية التقليدية المتخصصة في بيع مختلف منتجات الدوم في مختلف الأحجام والأشكال. وتشتهر المنطقة الشرقية من الولاية عموما و دلس على وجه الخصوص كثيرا بممارسة هذه الحرفة التقليدية العائلية المتوارثة أبا عن جد حتى ذاع صيت منتجاتها وطنيا. وتعرف العائلات الدلسية مند القدم بصناعة عدة منتجات تقليدية أساسها مادة الدوم على غرارسالسعفة زالمعروفة بالقفة و»الطبق« و»المظل« الذي يستعمله الفلاح خاصة في موسم الحصاد والدرس و»كمايم الخرفان« أو»الشواري« وهي عبارة عن كيسين كبيرين يوضعان على ظهور الدواب لوضع الحمولة و»الصناج«الذي يحفظ فيه التين والعنب والسجادات للصلاة والزينة والحبال وأعواد خلايا النحل وغيرها. وتعد حرفة الدوم من الصناعات التقليدية اليدوية الفنية والإبداعية الشاقة حسب عدد من الحرفيين إضافة إلى تميزها بنظافتها و تلاؤمها مع البيئة و بخاصية التوارث من جيل لآخر باعتبارها حرفة للاسترزاق بالدرجة الأولى. وتعتبر مادة الدوم التي تراجعت صناعته بعد غزو البلاستيك بداية من سنوات الثمانينات مادة طبيعية تنتمي لعائلة النخيل. وسجلت هذه الحرفة في سنوات التسعينات المعروفة بالعشرية السوداء زانتكاسة حقيقية زو كادت تمحى من الوجود حسبما أفاد به عدد من الحرفيين وقد تضرر الحرفيون بالمنطقة كثيرا من حالة اللاأمن التي سادت المنطقة في تلك الفترة حيث سببت لهم صعوبات كبيرة منعتهم من الدخول إلى مختلف الغابات المجاورة لدلس من أجل البحث و اقتناء مادة الدوم التي تنمو و تتكاثر طبيعيا في هذه المناطق. و من أجل مواصلة ممارسة هذه الحرفة والإنتاج في تلك السنوات و لو بكميات قليلة لجأ حرفيو المنطقة حسب قدرة كل واحد منهم إلى ولايات غرب البلاد الساحلية المشهورة بإنتاج هذه النبت من أجل اقتنائها ويعتبر العجالي حميد 45) سنة( و عائلته المنحدرة من بلدية دلس من بين العائلات المتشبثات بهذه الصناعة العريقة لأزيد من 60 سنة خلت بغرض حمايتها من الزوال ولكسب لقمة العيش منها في نفس الوقت . واشتهرت العائلة المذكورة في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص بفضل جودة منتجاتها و تنوعها و تميزها بلمستها ألإبداعية عن غيرها على مستوى البلديات الواقعة شرق مقر الولاية و بكل ربوع الولاية و حتي ببعض الولايات المجاورة . وذكر السيد العجالي بأن هذه الحرفة التقليدية التي تعد المورد الأساسي لاسترزاق العائلة توارثتها عائلته على مدار زهاء 60 سنة خلت . وتمارس عائلة لعجالي هذه الحرفة التقليدية بالمنزل الواقع بوسط مدينة دلس خاصة في فترة الشتاء حيث يتم إنتاج كمية كبيرة من مختلف أنواع القفف والحصائر والمضلات والأطباق وغيرها. وعندما يهم فصل الصيف بالدخول يشرع في بيع الكمية التي أنتجتها العائلة بالمحل الصغير الكائن بوسط مدينة دلس خاصة للسياح الذين يقصدون هذه المدينة السياحية العريقة بتراثها و قصبتها. و يطمح العجالي لايجاد المساعدة من أجل ترقية هذه الصناعة التقليدية أكثر وتسويقها بمختلف ولايات الوطن خاصة في المناطق الجنوبية التي يكثر فيها الطلب على مثل هذه المنتجات التي تتلاءم جيدا مع الطبيعة الحارة لتلك المناطق. للعائلات الدلسية بها.