تعتبر حرفة صناعة الدوم من الحرف و الصناعات التقليدية التي لازال القلة فقط ممن يحافظون عليها، ويعتبر الشيخ عبد القادر خباش واحدا من هؤلاء، وهو على رغم تقدمه في السن إلا انه مصر دائما على مواصلة حبه وعمله في هذه الصناعة التقليدية العريقة، أخبار اليوم التقته وتحدثت إليه عن أسرار هذه الصناعة. أخبار اليوم : هل يمكن أن تعرف نفسك للقراء ؟ ع . خباش : لا مانع من ذلك ، إسمي الكامل خباش عبد القادر بن جيلالي من مواليد الثاني فيفري من سنة 1932 ببقعة الزيار عرش تمدرارة ببلدية سنجاس .أقيم حاليا ببلدية الحجاج في حجر جبال الونشريس وعلى بركة الشهداء الذين استشهدوا بالمنطقة . أخبار اليوم : أنت في جناح عرض المنتوجات والمصنوعات التقليدية وأمامك مجموعة من المنتوجات الدومية ،هل يمكن أن نعرف ذلك ؟ ع . خباش : هذه المعروضات قمت بصنعها منذ أسابيع فقط ودون أية وسيلة أخرى ما عدا المادة الأساسية في صنعها وهي الدوم التي كنت أجلبها من حضنة جبال الونشريس عندما كنت أستطيع أن أتسلق الجبال وأقطع المسالك الصعبة، ولكن بعد أن تقدمت بي السن خصوصا وأنا على مشارف سن 80 سنة أضحت الأسواق هي قبلتي لإقتناء هذه المادة خاصة الأسواق الأسبوعية كالزبوجة والكريمية . أخبار اليوم : هل يمكن أن تعرف ببعض المنتوجات التي تفتلها أنامل أصابعك خاصة وأنها تعد منتوجا تقليديا ؟ ع . خباش : هذه المنتوجات أو المصنوعات التقليدية والمعروفة في الجزائر منذ القدم محلية بحتة منها السعفة والمعروفة بالقفة والتي حل محلها حاليا الكيس البلاستيكي، و لذلك ذهبت البركة مع السعفة والميدونة ،الطبق ،المظلة أو المظل ويستعمله الفلاح كثيرا خاصة أثناء موسم الحصاد والدرس، كمايم الخرفان ،الشواري ،الصناج يوضع فيه التين والعنب، التفال ،السجادات للصلاة ، والحوية ومصنوعات أخرى ذات صلة بالصناعة التقليدية مصنوعة من الدوم . أخبار اليوم : هل هذه المنتوجات معروفة حاليا ؟ ع . خباش : القلة ممن زاروا المعارض يعرفون القليل منها .أما الأغلبية فلا يعرفون شيئا عن هذا المنتوج . أخبار اليوم : وفي ظل عدم المعرفة وخاصة في أوساط الطلبة الجامعيين للصناعات التقليدية في بلادنا .كيف ترى أنت ذلك ؟ ع . خباش : أتأسف عن ذلك في ظل غياب ثقافة الحفاظ على مكتسبات الثقافة التاريخية التي تشمل الصناعات التقليدية ، والتي تعد شاهدا على ثقافتنا في الماضي وعمق تاريخنا وتبين حالتنا للجيل الحالي من خلال شمل هذه المعروضات بعد أن حلت محلها مصنوعات تختلف من حيث المادة ولكن لا تختلف من حيث الوظيفة . أخبار اليوم : كيف اندمجت في الوسط الشباني ويظهر من خلال تواجدنا في المعرض بأنك أكبر سنا ؟ ع . خباش : في الحقيقة أعتبر نفسي الورقة الأخيرة في الشجرة بعد أن بلغت 80 سنة ومن واجبي وواجب كل من يحب الجزائر ويحب المحافظة على التراث وعادات وتقاليد الأولين أن أسعى لتسليم مشعل صناعة الدوم إلى كل من يحتك بي ويقترب مني وأنا سعيد جدا حينما تقدمت إلي مجموعة من الطالبات وهن يحملن ورقة وقلم وطلبن مني أن أقدم لهن درسا في فن هذه الحرفة، وبالمناسبة أنا سعيد جدا ومستعد أن أقدم كل ما لدي إلى هذا الجيل وهذه رسالة مني عبر جريدتكم لتبليغها إلى شباب المستقبل . أخبار اليوم : نعود إلى البداية حينما كان كلامك متحمسا ويظهر من خلاله حبك للشهداء وأبطال الثورة المجيدة إلى ماذا يعود ذلك ؟ ع . خباش :يعود هذا بأنني عايشت ثورة التحرير الكبرى وعايشت المرحلة التحضيرية لها، وهو ما جعلني التحق بصفوف اخواني في الجبل بتاريخ 20 أكتوبر سنة 1956 ونظرا لإلتحاقي المبكر بالثورة أسندت لي مهام تهديم الحسور التي كان يستعملها العدو للعبور إلى المناطق الجبلية على مستوى بقعة العزايز كما كنت مكلف بالإتصالات وهو ما جعل العدو يلقي القبض علي رفقة والدتي في سنة 1958 حيث تم تحويلي إلى السجن رفقة والدتي المرحومة، لكن اليوم وللأسف لم يتم إعطائي أية حقوق . أخبار اليوم : الكلمة الأخيرة من فضلكم ؟ ع.خباش : أتمنى أن يحمل شباب اليوم مشعل الأصالة ويحافظوا على كل الموروثات القديمة لأنها رمز الأجداد ، وأن يطوروا فيها ليبرزوا المواهب الخفية لأنه كما يقال " حرفة اليدين خير من مال الجدين " وعن طريقكم وطريق جريدتكم أتمنى أن تسمعني معالي وزيرة الثقافة و تمنحني فرصة أداء عمرة وتساعدني على زيارة بيت الله الحرام و قضاء الركن الخامس وحج بيت الله الحرام .