أكد عمر فرحاتي أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بسكرة في تصريح ل »صوت الأحرار« أنه بالإضافة إلى الاعتبارات التاريخية المخلدة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ودوره الريادي في الثورة التحريرية وتضحياته الجسام بخيرة أبنائه، وكذا تأمين المحروقات الذي جاء ليصحح الاختلالات، التي وردت في اتفاقيات إيفيان، وتحرر الجزائر من القيود الفرنسية الكثيرة، خاصة منها الارتباط الوثيق للنفط الجزائري بفرنسا،. أوضح الأستاذ فرحاتي في سياق حديثه عن الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لتاميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن من بين الاعتبارات السياسية الأساسية لهذه الاحتفالات، هو إظهار توحد كل المؤسسات الجزائرية مع وحدة التراب الوطني في وجه كل التهديدات التي تعرفها المنطقة، سيما التهديدات الإرهابية، التي استفحلت جراء الحرب شمال مالي، والمرتبطة أساسا بتدهور الأوضاع في ليبيا بفعل التدفق الكبير للسلاح، وما أنجر عنه من تهديد إرهابي، على المنطقة برمتها. وحسب ذات المتحدث فإن إحياء الذكرى في هذه المنطقة هو إعلان صريح بأن كل الفعاليات الوطنية وكل المؤسسات الجزائرية على خط واحد، وهو وحدة التراب الوطني وسلامته، وتوحدها جميعا من أجل تحقيق الاستقرار ومواجهة كل الأخطار والتهديدات الإرهابية وما تعلق أيضا بالجرائم المنظمة. وأشار إلى الجانب الاقتصادي مؤكدا أن كل قواعدنا النفطية آمنة، وأن الدولة حريصة على استمرار عقودها مع كل الشركاء والمستثمرين، وأنه لا خوف على أمن الجزائريين، ومواطني الدول الأجنبية، وأن للمعطى الاقتصادي دور بارز وأساسي في علاقاتنا مع كل الدول، وبأنه مأخوذ في الحسبان وفي السياسات المتعددة. وتحدث عن الاعتبارات الاجتماعية حيث أكد أنها تتعلق بين مد يد العون المعنوي والمادي لأسر ضحايا الاعتداء الإرهابي، وإبراز مساندة الدولة والاتحاد العام للعمال الجزائريين لجميع موظفي هذه القاعدة وأسرهم، خاصة الضحايا منهم، وهذا مؤشر التماسك الاجتماعي وترسيخ القيم التي تجسدها الدولة، مضيفا أن اختيار رئيس الجمهورية مركب تيقنتورين للاحتفال ينم عن متابعة متواصلة للوضع باعتباره القاضي الأول بالبلاد.