رمزية المكان كانت حاضرة في الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة ل24 فيفري هذه السنة، فبقرار من رئيس الجمهورية تم اختيار تيقنتورين لاحتضان الاحتفال الرسمي للذكرى التي أشرف عليها الوزير الأول السيد عبد المالك سلال الذي قدم بالمناسبة عرفانه لكل من حافظوا على الجزائر. تزينت، أمس، منشأة الغاز بتيقنتورين في إن أمناس بالألوان الوطنية مستقبلة ضيوفها الذين حلوا بها لاحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات. وتضمن الوفد الرسمي فضلا عن الوزير الأول كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، ووزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، ووزير الاتصال، السيد محمد السعيد، ووزير التشغيل والتضامن الوطني، السيد الطيب لوح، والأمين العام للنقابة المركزية، السيد عبد المجيد سيدي السعيد، إضافة إلى قائد الناحية العسكرية الرابعة والمدير العام للحماية المدنية وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي والسلطات المحلية لولاية إليزي، وممثلين عن المجتمع المدني. وأجمعت كل الكلمات التي ألقاها المسؤولون المتداولون على المنصة التي أقيمت بمركب الإنتاج في تيقنتورين على الاستنكار الشديد للاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له المنشأة يوم 16 جانفي الفارط، والإشادة الكاملة بقوات الجيش والأمن الجزائريين، وبشجاعة عمال المنشأة، كما تم الترحم على أرواح الضحايا الأربعين الذين سقطوا خلال هذا العدوان. هذا الأخير يعبر عن ”إرهاب همجي من توقيع مرتزقة أرادوا توريط الجزائر في قضايا لا تخصها”، كما قال السيد سلال في كلمة مقتضبة بالمناسبة، مشيرا إلى أن رسالة رئيس الجمهورية التي بعث بها للعمال في هذه المناسبة ”كانت واضحة”. واعتبر أن الاحتفال في تيقنتورين بقرار من الرئيس بوتفليقة ”هو كذلك إحياء لتصدي الجزائريين للإرهاب الدولي الذي أراد مس اقتصادنا وتقسيم شعبنا،، لكن شعبنا واحد وواقف بجيشه وحكومته ودولته القوية التي لا تتهاون ولا تأخذ أي قرار ضد شعبها”. وبالنسبة للوزير الأول فإن أفضل رد على الاعتداء هو ”عودة الوحدة الأولى للإنتاج”. وحمل شعار الاحتفالات بالذكرى هذه السنة الذي جاء تحت عنوان ”تضامن - تجنيد ضد الإرهاب”، رمزية فرضتها الظروف التي عاشتها المنطقة، لاسيما وأنها نزامنت مع بدء إنتاج أولى وحدات مصنع إن أمناس يوم 22 فيفري حسب المدير العام لسوناطراك والتي ستمكن من توفير ثلث الإنتاج. وقال وزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، إن الحدث الذي تم الاحتفاء به أمس هام جدا، مشيرا إلى أن الهجوم الإرهابي ”استهدف ميدانا أساسيا من سيادتنا الوطنية” وأن التدخل السريع للجيش كان بمثابة رسالة واضحة ورد على ”الإرهاب وكل المغامرين أيا كانوا”. وأشاد بدور عمال المنشأة وشجاعتهم وتجندهم للدفاع عن وطنهم ووسائل عملهم. نفس التحية وجهها بالمناسبة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي سعيد، الذي قدم شكره لرئيس الجمهورية لاختياره هذا المكان لإحياء الذكرى، قائلا أن للمكان ”معنى عميقا” لأنه يعني ”حماية الوطن ووسائل العمل”. كما حيا أفراد الجيش ومصالح الأمن الذين مكنوا تيقنتورين من احتضان الحدث، مشيرا إلى أنها أصبحت ”رمزا للمقاومة والدفاع عن الوطن وتحدي الإرهاب العالمي”، ودعا نقابات العالم للتضامن مع الشعوب التي تعاني من الإرهاب خاصا بالذكر دولة مالي. وأكد من جانب آخر دعمه للطريق المنتهج من رئيس الجمهورية ولمواصلة الحوار الاجتماعي ودعمه للمقاربات الجديدة لتقوية النسيج الصناعي، والتزام الاتحاد الكامل مع كل القوى الوطنية للدفاع عن قيم الجمهورية. تكريم خاص لمحمد الأمين لحمر عرفت الاحتفالات بذكرى 24 فيفري وقفات ترحم وانحناء وإجلال على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي على منشأة تيقنتورين، وتميزت بتسليم وسام مصف الاستحقاق الوطني من طرف الوزير الأول لوالد الضحية محمد الأمين لحمر، وكذا وسام للوفد الياباني الممثل للضحايا الأجانب. وعبر السيد ساعد لحمر والد الضحية عن بالغ تأثره لهذا التكريم وقال في تصريح ل«المساء” إن ما قام به ابنه يدعو للافتخار ليس لعائلته فقط بل لكل الجزائر، وأضاف أنه ”كان بطلا شجاعا” وأن ما قام به هو للشعب وللجزائر، قائلا: ”فقدنا أمين وربحنا كل الشعب الجزائري”. من جهتها، بدت السيدة عزة مدين والدة الفقيد جد متأثرة بهذه اللحظات، وقالت وهي تمسك دموعها ”إنني سعيدة فابني ضحى من أجل الجزائر وأنا ربيته ليكون هكذا مثله مثل أخويه هواري ولخضر”. للإشارة، تم إطلاق اسم محمد الأمين لحمر على قاعدة الحياة بتيقنتورين. مبعوثة ”المساء” إلى تيقنتورين: حنان حيمر